الويلايات المتحدة ومنذ الحرب العالمية الثانية ، نصبت نفسها راعية لهذا العالم ، وبغض النظر عن الاسباب ، كانت ولا زالت دولة امبريالية تخترع كل يوم وسيلة لتبرير تدخلاتها من اجل التوسع والهيمة الراسمالية ، فتارة ضد الشيوعية وتارة ضد السلفية وثالثا ضد الكورية النووية واليوم بالعولمة وبالامس بالاساطيل وغدا بالاعلام، تعددت الاسباب والهدف واحد الا وهو تمكين الة الانتاج من الدوران دوما وبلا حدود ، وللسياسة الامريكية دورة لكل اربعين عاما ، تتبنى فيه تيارا وتعمل على تمكينه من الوصول للسلطة ، وهكذا عملت في الستينات على تبني التيار القومي الجارف ومكنت البعث في عام 1963 من اغتيال الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم ومكنت صدام حسين عام 1968 من الوصول الى السلطة ، وفي عام 1969 جاءت بنظام القذافي، وفي 1970 اغتالت عبد الناصر لتاتي بالسادات ، وعام 1971 ، جاء حافظ الاسد للحكم في سوريا ، وهكذا جاء علي عبدالله صالح ،
ومن بعده حسني مبارك عرابها لمدة ثلاثين عاما او زين العابدين بن علي ، وقبلهم بكثير جعفر محمد نميري ليغتال الوطنيين في السودان ، وكان لكل منهم دوره في تحويل مسار الحركة القومية ضد اهدافها وتطويع الشعوب الثائرة في الستينات بل وتجويعم حتى بداية القرن الواحد والعشرين ، حيث انتهت الفترة او الدورة السياسية الاربعينة لتبدا بالتغيير ولكن هذه المرة بالاسلاميين بدلا من القوميين بعد التحول النوعي لشعوب هذه المنطقة من القومية الى السلفية بعد ان يئست الشعوب من خواء الشعارات القومية كخواء بطون هذه الشعوب ،فبدات بقدرة القادر الامريكي تتسلم السلطة جبهة الانقاذ في تونس ،والاخوان المسلمين في مصر وقبلهم حزب العدالة والتنمية في تركيا واصبح الاسلاميون ثوارا في سوريا ، وتبدلت القاعدة التي اسستها امريكا في افغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي الى الدولة الاسلامية في العراق والشام، ولتتوسع هذه الدولة باعجوبة الى تونس وليبيا ولها كل هذه القدرة في التسليح والمناورة وكانها جيش دولة عظمى ، وهي ايضا بقدرة قادر تتحول الى هدف جديد للعسكرية الامريكية واليوم تعود وحداتها العسكرية الى المنطقة ، والكل يعلم انها كانت وراء ولادة هذه الدولة ، والان نحن في اوائل الدورة السياسية الامريكية ، فهل ستكتب امريكا تاريخ الشرق الاوسط الجديد بسلاح اؤلئك السلفيين ، كما فعلت بكتابتها تاريخ الشرق الاوسط قبل اربعين عاما بانقلابات القوميين
مقالات اخرى للكاتب