واحده من مشاكلنا في الحكومات المتعاقبه ان المسؤولين الحكومين يتحدثون في كل شي فلا تخصص ولا علميه منهجيه تحكم تصريحاتهم ولهذا لم يعد المواطن يثق بتصريحاتهم بل انها وصلت لحد التناقض احيانا فيما بينهم اغلب تلك التصريحات ورغم ضاهرها العلمي الا انها لا تعدو كونها دعايه سياسيه او اعلاميه للجهه التي تقف ورائها تلك الشخصيه الحكوميه قبل بضعه ايام خرجت علينا الدكتوره حنان الفتلاوي بتصريحات ناريه حول تحسن انتاج الطاقه الكهربائيه في البلاد حيث انها لم تشهد اي انقطاع في امداد التيار الكهربائي خلال الايام الماضيه ولكن الدكتوره العزيزه ربما تجاهلت بعض الحقائق الاساسيه والتي من الواجب ذكرها ومنها ان استهلاك الطاقه الكهربائيه في العراق يتم بالاغلب المطلق من قبل السكان في المنازل وكون الاجواء الان لا حاره ولا بارده فمن الطبيعي ان يتوقف السكان عن تشغيل اجهزه التبريد او التدفئه وهذا السبب الحقيقي في تحسن تجهيز الطاقه الكهربائيه وليس لاي سبب اخر على الاطلاق ولكي يكون الكلام بالارقام وبعيدا عن الكلام العام وللمقارنات فالعراق ينتج الان 11000 ميكا واط فقط بعد ان كان ينتج بحدود 4500 ميكا واط قبل 10 سنوات وبحدود 9500 ميكا واط قبل سنه ونصف وهذا الانتاج لعدد سكان يتجاوز ال 25 مليون شخص اضافه طبعا لدوائر وموسسات الدوله وما تبقى من مصانع ولمعرفه قيمه هذا الرقم نقارن ببلدين في المنطقه هما الكويت والامارات حيث نتنتج الكويت طاقه كهربائيه قيمتها 14500 ميكا واط بنفوس كليه تقدر ب 4 ملايين وتنتج الامارات طاقه كهربائيه قدرها 30000 ميكا واط بنوس كليه تقارب ال 6 مليون وهذه المقارنات البسيطه تعطي انطباعا اوليا عن الحجمي الحقيقي للطاقه الكهربائيه الواجب توفرها لتستمر بمعدل يومي كامل . بمعدل النمو الحالي للطاقه الكهربائيه الفعلي من 4500 الى 11000 ميكا واط خلال عشر سنوات (قيمه فعليه) يعطي مؤشرا خطيرا جدا ليس على مستوى تجهيز الكهرباء للمواطنين وانما يقتل اي فكره لقيام صناعه حقيقيه في البلاد فاي مجمع صناعي وبمساحه بضع كيلو مترات يستهلك من الطاقه الكهربائيه ما تستهلكه مدينه كامله فهل لنا امل بنهوض العراق من جديد في ضل هكذا حكومات متعاقبه ؟
مقالات اخرى للكاتب