لم تجد دولة القانون فرصة أفضل من افتتاح المدينة الرياضية في البصرة للبدا في حملتها للانتخابات النيابية مطلع العام المقبل لاعتبارات وقياسات لا يمكن ان تتوفر لدولة القانون وللسيد المالكي كما توفرها خيارات إكمال بناء المدينة الرياضية المقرر الانتهاء منها قبل ثلاث سنوات، وليس مهما عند المالكي وعند دولة القانون عدم إقامة بطولة الخليج في البصرة. ورغم ان ملف المدينة الرياضية في البصرة ملف شائك ومليء بالمغالطات ومطبات الفساد والتاخير الا انه مع ذلك اعتبر انجازا خرافيا لدولة القانون حصرا دون غيرها من المؤسسات والوزارات وحتى المحافظة نفسها التي عولت على البطولة اكثر مما عولت على الملعب لان البطولة كانت ستعيد العراق والبصرة الى البيت العربي اما الملعب فكان عنوانا لانجاز انفردت دولة القانون به لكنها لم تتهنى بهذا الانفراد بعد ان خذلتها مولدة الكهرباء الخاصة بتوفير الانارة للملعب وانطفائها في لحظة حرجة لكن هذه اللحظة تم معرفة من يقف ورائها فكان عبد الله عويز هو المنقذ والمخلص عندما اعلن ان "كاز المولدة خلص" وبالتالي فقد تم تجنب نظرية المؤامرة التي كان من الممكن ان تلصق بالكتل السياسية لانها تخشى من نجاح تهديف المالكي في الملعب الذي لم يحتضن ابنائه وعجز عن توفير مبارة تليق باسم العراق وسمعته مع احترامي الكبير للنوارس فريقي المفضل وللزمالك المتعب المرعوب. ومن الواضح ان دولة السيد المالكي وقائمته غير ملومين عندما رموا كل ثقلهم في ملعب مباراة مدينة البصرة الرياضية باعتباره النجاح الأفضل لهم وللحكومة التي يترأسها السيد المالكي اذا ما قيس في الملفات الأخرى التي عجزت حكومة المالكي وطوال السنوات السبع الماضية من تحقيق اي نجاح فيها بل ان جميع الملفات التي تهم حياة المواطن وتتحمل مسؤوليتها الحكومة المركزية مباشرة تعاني التراجع والانهيار والتخلف ولهذا فان المالكي عندما توجه الى البصرة كان على بينة من حركته وحتى النقد والتقريع الذي واجهه السيد المالكي لفشله في اكمال المدينة الرياضية في وقتها وعجز دبلوماسيته عن اقناع العرب في التجمع في البصرة واقتصار افتتاح المدينة الرياضية على دولة القانون فقط كلها انتقادات يمكن مواجهتها او تحملها. لم يكن هناك خيار افضل للمالكي من المدينة الرياضية للتفاخر به مع كل ما رافقها من انتكاسات وانكسار في عودة العراق الى محيطه الخليجي لانه افضل بكثير من خيارات التباهي والتفاخر في الملفات الاخرى والتي يعرفها هو قبل غيره انها ملفات خاسرة ولا يمكن الحديث عنها لهذا فان الرجل تجنبها ولم يزايد عليها حتى هذا الوقت واذا كان المالكي في الانتخابات النيابية السابقة تباهى بصولة الفرسان ونجح في استثمارها فان الرجل على قناعة تامة من ان اي صولة اخرى لن تخرجه من مستنقع التدهور الامني الكبير والمستمر ومن تراجع ملف الخدمات ومن انتشار البطالة ومن تزايد ازمة السكن ومن تدهور التوافق والسلم الاهلي ومن تدهور العلاقات بين المكونات السياسية وانعكاسها على الوضع الامني ومن تفشي الفساد المالي والاداري حتى وصل الى جميع المفاصل. ان وضع المالكي كل حصاده في سلة المدينة الرياضية انما يعكس حالة الافلاس التي وصل اليها الرجل ومن معه وفشله في تحقيق اي منجز يمكن ان يتفاخر به او يعده مكسبا لحزبه ونفسه قبل ان يعده مكسبا للشعب العراقي.
مقالات اخرى للكاتب