تحضيرات وانشغالات في عقد اللقاءات التي تقوم بها الجامعة العربية في اروقة مقرها الدائم في مصر العربية حيث يتجهون اليوم الأحد 20/10/2013 نحو مناقشة حامية الوطيس للوصول الى حلول تعمل على كيفية حماية الاسلام والمسلمين في بلاد الغرب من الاعتداءات او التطاول عليهم والوقوف بوجه الكراهية التي تتنامى كل يوم ضد عامة المسلمين وهي الورطة الكبيرة التي وضعوا انفسهم فيها ليدخلوا كلهم تحت مسمى الاسلاموفوبيا حين ظهرت ملامحه في منتصف التسعينات عندما حُدّد كمصطلح من قبل البريطاني رونيميد تروست فاعتبره هو الخوف الذي قد يخلق الكراهية تجاه بعض او كل المسلمين ،، ولكن هناك من يقول بهذا المصطلح قبل تروست وهو الكاتب الفرنسي ماليه اميل في العام 1994 في مقاله تحت عنوان "ثقافة ووحشية" المنشور في جريدة الليموند الفرنسية في نفس العام .
وهنا ما اريد الوصول اليه من خلال مقالة ماليه اميل "الثقافة والوحشية" لأننا كعرب عندما نناقش مثل هكذا موضوع علينا ان نقف وقفة جدية مع ما يعيشه المجتمع المسلم ذاته وفي بلدانهم ذاتها تحت عنوان الاسلاموفوبيا فكل شعوبنا المسلمة اليوم او اغلبيها يعيشون تحت وطأة هذا الهاجس الكبير حالة انعدام الثقافة وبروز الوحشية الدينية عند الكثير من المنظمات التكفيرية والاجرامية باسم الدين وهو من يؤسّس وأسس بشكل حقيقي لهذا المصطلح الخطير الذي يرعب المسلمين اينما كانوا لأن الارهاب اليوم يقض مضاجع كل المكونات الانسانية وفقا لتركيبة عمله الاجرامي على المستوى الدولي فهو يضرب في كل الاماكن دون استثناء ويحمل العداء لكل البشرية التي تخالفه في المبدأ والمنطلق الفكري واذا عدنا الى هؤلاء والمدارس التي خرجوا منها الى العالم بتلك الافكار هي من ذات الدول التي تجتمع اليوم في مقر الجامعة العربية ولو سألنا العديد من الدول الخليجية لوجدنا ان لمساتهم على مثل تلك المجاميع واضحة جدا خصوصا اذا نظرنا الى ما يحصل اليوم على الساحة العراقية والسورية والبحرينية واللبنانية وغيرها لعلمنا ان الواقع يتحدث عن نفسه.
لماذا اذن تناقش تلك الدول هذا المصطلح على انه تخوف من عنصرية الغرب ونحن لا ننكر ان هناك عنصرية لها مسارها وتعاملها حين تتعامل مع الاسلام كدين ومع المسلمين كمكون ديني وهناك من الافكار التي كانت سائدة فيما مضى من ثمانينيات القرن الماضي بمحاولة تثبيت مبدأ العداء للمسلمين وهو أمر مفروغ منه على مستوى الشعارات لا أكثر ولكن حالة الوحشية والرعب تمثلت بمن هم يفعلون ويطبقون فوبيا الاسلام لأن المسلمين وفي بلداننا وليس في بلدان الغرب هم من يخاف اليوم من مفخخاتهم وعبواتهم الناسفة وعمليات قطع الرؤوس وقطع الطرق وضرب الاسواق ومجالس عزاء الموتى وغير ذلك الكثير فلماذا اذن نحمل الغرب عداء المسلمين ونحن لدينا في مجتمعنا الاسلامي أناسا هم اشرّ واحقد من هؤلاء .
وفقا لذلك لماذا نناقش هذا المسار الفكري وعلاجه بأيدينا وهو ان يترك الداعمون لتلك المجاميع التكفيرية ضخهم الاموال والخطط ولوجستية المعلومات ومن قبل دول خليجية لها ثقلها في تغيير أنظمة الربيع العربي كما أرادتها اليوم في سوريا والعراق ولبنان والاصرار على محاولاتهم في العراق بات واضحا لكل متابع منذ ان سقط النظام السابق، ولا اعلم ان دولة مثل العراق تحصد بشكل شبه يومي العديد من الشهداء والجرحى والمشردين نتيجة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتهجير والقتل على الهوية من قبل تلك المجاميع وباسم الاسلام وتحت رايته وصراخات التكبير لله حينما يذبحون ضحيتهم مثل خراف الاضاحي دون وازع او رادع ، انا اعتقد ان ذر الرماد في العيون هو ما تقوم به هذه المؤسسة التي تجمع الدول العربية تحت سقفها فهي لم تقدم الى الشعب العربي ما ينفع ان يرتقي بهم في الوسط العالمي لمنظمات الدول الساندة لشعوبها ، ولا تملك اكثر من الشعارات والاحتجاجات والاجتماعات الدورية.
العلاج ايها السادة العرب للاسلاموفوبيا بأيدينا ونحن القادرين عليه فيما لو جففت بعض الدول والمنظمات الدينية منابع التمويل والدعم السياسي وكشف حواضن الارهاب عن التنظيمات المسلحة التكفيرية ، حتى العالم الغربي في أغلبه سوف ينظر الى الاسلام على انه دين التسامح والمحبة.
مقالات اخرى للكاتب