عادت الأمطار بزخم أكبر أبتداء من يوم الأثنين وربما يتواصل هطولها مدة أربعة أيام. ومع هذا (الخير) الذي يترقبه الناس في الكثير من أرجاء العالم أنكشف أمام العراقيين مدى فشل أداء مديريات البلدية والمجاري والجهات الحكومية ذات العلاقة بعملهما رغم تناقل أخبار سارة عن عدم تأثر محافظة ميسان بالأمطار بسبب العمل الجبار والأخلاص والتفاني لمحافظ ميسان المحترم ، كما لابد من الأشادة بالجهود التي بذلتها الأجهزة الخدمية في البصرة بأشراف مباشر من السيد محافظ البصرة المحترم للتعامل مع منسوب المياه العالي ونتمنى ان تتواصل تلك الجهود الأستثنائية مع تواصل المطر.
يعلم العراقيون أن الحكومات المحلية طالما تفاخرت بأحالة مشاريع مجاري عملاقة الى شركات (أجنبية) والبعض عمد ولو بوقت متأخر الى عمل قنوات لتصريف مياه الأمطار وسمعنا بأرقام تصل الى ملايين الدولارات من أموال هذا الشعب المنكوب. لكن حين وفدت الأمطار لم تشتغل تلك المشاريع مما يدلل بشكل لالبس فيه أن الفساد المدمر مايزال يضرب أطنابه في الدولة العراقية بشكل مرعب! طامة كبرى تضربنا منذ سنوات يحتاج شعبنا أن يواجهها بشجاعة من خلال الأنتخابات القادمة من خلال تغيير الوجوه الجاثمة التي لاتلقي بالا لأي أمر يخدم الناس.
من هنا يتعين على الجهات الخدمية في المحافظات (بالذات البلدية والمجاري) بأن يكون منتسبوها في حالة أنذار قصوى قبل سقوط المطر وأثناءه وبعده وأن يستعينوا بالسيارت الحوضية العائدة للدولة وتأجيرأخرى من القطاع الخاص لسحب المياه والتخفيف عن كاهل الناس لاسيما الفقراء منهم. ولابد أيضا من الأستعانة بمضخات سحب المياه الكبيرة والصغيرة ونصبها في أماكن مدروسة بحيث تنقل المياه من الشوارع والأحياء السكنية الى أماكن تنصرف منها المياه الى الأنهار لأن هذا هو العمل الوحيد الذي يشعر الناس أن الدولة تعمل من خلاله لصالحهم في ظل فشل المشاريع (ألستراتيجية الكبرى!!).
لابد أذن من العمل الجاد حتى يشعر الناس أن بعض الضمائر ماتزال حية!
مقالات اخرى للكاتب