بين الحين والاخر ويكاد يكون بشكل يومي الاعلان عن اعتقال الشبكات الارهابية الاّ إننا لا نرى الارهابين ولو بنسبة 1%قد يعدم او نراه على شاشات التلفاز بل تشخص في ابصارنا تلك التفجيرات الدموية في وقت استمرار الحديث عن المصالحة الوطنية وانخراط مجاميع في العملية السياسية والحوار والمصالحة , السؤال يدور ما موقف القضاء من ذلك وماذا عن الجرائم التي ارتكبت بحق مئات الألاف والمسؤولين كأنهم فرحين بعودتهم ( للصف الوطني ) بعد تلك الانهار من الدماء وليس من المعقول ان يكون من ينهب ويقتل وينتهك الحرمات ان يعود دون مساءلة ثم لماذا يستنكف هؤولاء ان تكشف وجوههم امام الناس وكأنما انهم لا يزالون يمارسون اعمالهم بوجههم الملثمة ولماذا لا يقدموا الاعتذار للعراقيين عامة ولذوي الضحايا خاصة ولماذا لا يعرف الشارع اولئك اللذين يرفعون الرايات السوداء بأسم الاسلام او مقاومة المحتل والحقيقية انهم اجندات خارجية وطائفية لقطع الرؤوس وتمزيق الاجساد بلا رحمة او حياء , بكل شموخ ودون تردد تنفق المليارات وتتباهى الحكومة بأعادة الجلادين ومن هم ضد مشروع الدولة العراقية شكلاّ ومضومناّ والانسانية بكل مفاهيمها , فإن كانت كما يدعى تغير افكارهم فلما عدم التراجع عن افعالهم في التفجيرات وعدم الاعتراف العلني بالجرم والندم والتوبة , ربما تلك الفصائل استغلت الوضع الهش في الساحة العراقية لتكون هي الاخرى ورقة انتخابية ويرحب بمن ادمى قلوب الامهات او هنالك تواطيء ومساومة لعودة وتيرة الاحداث القلقة وكما هو واضح من نفوذ تلك الاطراف مباشرة الى المفاصل الامنية وفرض سيطرة القوى الارهابية عليها وتكون السجون دور استراحة لهم واعادة لتنظيمهم , تلك القوى لا تزال تتحاور من جانب وتنكر من جانب اخر وتعلن علناّ انها ضد الشرعيىة الدستورية وان خيارها السلاح وابادة شعب كامل بألاعيب الفتنة , وقد تكون احد التبريرات انهم ادركوا حقيقية العراق وما يأول اليه بعد التغييرات في سوريا ولكن الحقيقية تقول ان لهم قدم هنا وقدم هناك , انهم يخططون للأبعد ويسبقون ذلك بالقول ( اليوم درعا وغدا الكوفة ) يحاولون اعطاء الأمان للحكومة من خلال المصالحة ومن ثم الأنقضاض على العراقيين , ثم ان كل هذه الاحداث وما يدور من حوارات لا تزال بعيدة ومشوشة عن اهالي الضحايا رغم ان لا يكون ضد المصالحة الا ان موقف الكل ثابت لا يتغيير تجاه الارهاب واهالي الضحايا اليوم الابد أن تعاد لهم حقوقهم ويشعرون بوطنيتهم وانهم ابناء وطن لا يملك فيه الارهاب زمام المبادرة او المفاضلة والتهديد بأي وقت في اي مكان وزمان وخاصة اماكن التأزم كما حدث في كركوك او يحدث في كربلاء ايام الزيارات , ان كانت الحكومة تسعىلأحتضان من يملك الهوية في سجلاتها عليها ان تضع في صفحاتها الاولى من سالت دمائهم على ارض العراق ومن ثم لا تزال كتائب ثورة العشرين ويونس الاحمد وعزة الدوري تقطر ايدهم من الدماء والكل يدرك انهم عصابات لا تقبل ان يهدأ العراق ولا تهدأ ضمائرهم السوداء الا وترى العراقيين يذبحون في الطرقات ..
مقالات اخرى للكاتب