بين فترة واخرة نسمع عن ذهاب مسؤول عراقي وزير او عضو مجلس النواب او محافظ او افراد عوائلهم الي لبنان او الاردن او تركيا لغرض العلاج في مستشفيات هذه الدول وهذا يدل بأنهم لا يثقون بالمؤسسات الصحية العراقية لأنهم يعرفون جيدا بأن هذه المؤسسات تعاني من وضع مزري ولا يتوفر فيها اية اجهزة حديثة او ادني درجات العناية اضافة الي هروب أكثر الاطباء البارزين الي خارج العراق خوفا علي حياتهم وأن المستشفيات العراقية في حالة يرثي لها بعد اكثر من عشر سنوات من سقوط النظام وهي فترة كافية لأعادة بناء كل مؤسسات الدولة وفق احدث الطرق والتقنيات اذا توفرت النية الصادقة لذلك لأن العراق لا يفتقر الي الاموال والكوادر الكفؤوة ومن المفروض ان يسالؤا انفسهم عن سبب هذه التدهور والانهيار في كل قطاعات الدولة ومن المسؤول عن كل هذا فبعد ان كان العراق في السبعينيات من القرن الماضي يمتلك ارقي المؤسسات الطبية و معظم المرضي من دول الجوار كان يأتون الي بغداد لتلقي العلاج ويشار الي بغداد بأنه من احسن عواصم المنطقة .
اصبحنا بفضل سياسات هؤلاء المسؤولين من اكثر الدول تخلفا وفسادا في المنطقة واصبحت بغداد من أسوء عواصم العالم في كافة المجالات أليس من العار انهم لم يسطتيعوا ان يبنوا مستشفي واحد ترقي الي مستوي مستشفايات دول الجوار لكي يلجاء اليه المواطن العراقي للعلاج ولا يضطر الي السفر وتحمل نفقات كثيرة لا يستطيع معظم العراقيين دفعها . نعم هم يذهبون الي الخارج للعلاج عند حدوث ادني الازمات الصحية لهم ويصرفون الملايين من اموال الشعب العراقي لهم و لعوائلهم دون ان يفكروا ولو لحظة واحدة بأعادة بناء المؤسسات الصحية المتهالكة واعادة الحياة اليها لكي يحضي كل الشعب العراقي بالعلاج اللائق فهناك يوميا مئات العراقيين يموتون نتيجة عدم توفر مستشفيات حديثة والاهمال في المؤسسات الصحية اضافة الي الاعداد الذين يقتلون نتيجة العمليات الارهابية دون ان يهتز ضمير هؤلاء المسؤولين لانهم فقدو كل صفات الانسانية والمواطنة ولا يفكرون الا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية و كيفية الحصول علي الامتيازات و المناصب واللاموال .
مقالات اخرى للكاتب