من أنهى الدرس الأول في ألف باء السياسة بدرجة ضعيف،لن يجد صعوبة في تحديد هوية القاتل والجهة التي كلفته بتنفيذ جريمته ،ومن أنهى دراسة المحاماة بدرجة مقبول ،سيكسب الحكم ضد القاتل من أول جلسة ،حتى أنه يتوجه للمحكمة صباحا وهو مطمئن لذلك،حتى لو قيل أن القاتل ردد هتافات "الله أكبر ونحن من بايع الرسول على الجهاد"، وردد شعارات عن حلب.
من خطط لجريمة مقتل السفير الروسي في تركيا لم يفكر لا بحلب ولا بأهل حلب ،لأنه ضالع في قتل وإبادة أهل حلب ،وما يجري في سوريا جريمة مركبة جماعية تشارك فيها كل الأقطاب، ولذلك ليس حجة أن القاتل هتف بإسم حلب.
واضح أن قتل السفير الروسي في تركيا كان لهدف واحد محدد ،وهو عرقلة المصالحة التركية –الروسية التي شاهدناها تنبثق من عداء مستفحل بسبب إسقاط الأتراك طائرة عسكرية روسية ،الأمر الذي أثار حفيظة القيصر الجديد بوتين ،وما تنبه له الرئيس التركي أردوغان ، وجعله يقدم التنازلات لبوتين كي يغلق الملف ويرتاح ،دون علم منه أن هناك "غربانا وطيور بوم" تحوم فوق اجواء تركيا ،وأعني بذلك السي آي إيه والموساد ومعهم جماعة المنشق ربيب الصهيونية والأمريكان الشيخ اللئيم غولن.
لنعترف أن أحدا في الإقليم سوى مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة ،لا يستطيع الوقوف في وجه روسيا الناهضة ،فأمريكا تستعد لمغادرة المنطقة ،ومستدمرة إسرائيل التي خططت لذلك تحالفت مع موسكو ،ولذلك فإن تركيا وحدها عاجزة عن تحدي روسيا ،ولا يقولن أحد أن تركيا عضو فاعل في حلف الناتو ،فهي بلد مسلم وإن كان متغربا ،وهذا يعني أن الناتو لن يدعم بلدا مسلما ضد روسيا مهما كانت درجة الخلاف بين المعسكرين ،وهذه ثوابت.
ليس المنفذ أحيانا هو المستفيد الوحيد من الجريمة ،فهناك المخططون وأصحاب المصلحة الفعلية وفي المقدمة السي آي إيه التي تنفذ رغبة أوباما المودع ،وكذلك الموساد الذي لا يرغب بتحسن العلاقات بين موسكو وانقرة ، ورغبة مستدمرة إسرائيل الملحة في الإنتقام من السيد أردوغان الذي شاغب عليها قبل فترة وهي تحاول تأديبه رغم أنه تنازل كثيرا وتصالح معها مؤخرا.
المطلوب امريكيا وسوريا وإسرائيليا وهذا هو التحالف الثلاثي الجديد ،إدامة التوتر في تركيا لإنهاك الرئيس التركي ،وعليه فإن سلسلة الأحداث التي شهدتها تركيا مؤخرا ونفذها حزب العمال الكردي التركي تصب في هذا الغرض ،وكما هو معروف فإن الأكراد مستعدون للتحالف مع الشيطان من أجل الحصول على كيان لهم في المنطقة.
أختم بأن ترديد الشعارات الدينية على لسان القاتل ليست دليلا ،لأن هناك وفي كهف جبل الكرمل مدرسة "إسلامية"لتدريس الدين الإسلامي واللغة العربية وفن الخطابة والإمامة ،طلابها من الموساد بهدف التخريب المتعمد في منطقتنا وتشويه صورة ديننا ،وما فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS" الملقب بداعش إلا نموذجا لخريجي هذه المدرسة.
مقالات اخرى للكاتب