يصعب على المحلل او المراقب للوضع العربي أن يختار وصفا دقيقا لحال الأمتين العربية والإسلامية اللتان يعدان أكثر من 1.5 مليار نسمة ،مسجلين في سجلات الأمم المتحدة على انهم بشر ولهم كرامة ويشكلون نحو ربع سكان الكرة الأرضية.
ذلك أن التعبيرات الدارجة مثل الرجل المريض ، والكم المهمل ومسلوبي الإرادة ومنعدمي الوزن ،لم تعد تكفي لتوصيف الحال ،خاصة وأن عدة ملايين من يهود بحر الخزر قد هيمنوا على هذه الأمة ،وباتوا يتحكمون في مقدساتها وأولى قبلتها ، ولم نجد حتى اللحظة من يتحرك للدفاع عن كرامته .
إنه الجبن العربي المتـأصل في نفوس من بيدهم الحل والربط الذين اوصلونا إلى ما نحن فيه وعليه ،ولم يعد هناك فرق بين غني وفقير أو بين صغير وكبير ،فكل المساحات العربية تعيش حالة التشرذم الجديد ، الذي فاق في هزليته تشرذم معاهدة سايكس –بيكو التي وقعها وزيرا خارجية كل من بريطانيا العظمى وفرنسا عام 1916،وها نحن بإنتظارتوقيع معاهدة الشرق الأوسط الكبير بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا بإشراف وتوجيه وزير خارجية مستدمرة إسرائيل اليهودية الخزرية.
سلم العرب والمسلمون فلسطين لقمة سائغة للعصابات الصهيوينة ،ورحبوا بإقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية ، وأرسلوا بعض قواتهم ضمن ما اطلقوا عليه جيش الإنقاذ العربي ، لتسهيل سيطرة العصابات الصهيوينة على الساحل الفلسطيني أولا .
وجرى ما جرى وتتابعت النكسات والهزائم العربية لتصبح فلسطين بأكملها تحت سيطرة مستدمرة إسرائيل الخزرية ،ومعها أراض عربية أخرى ، وتتطور الأمور ليصبح لدى مستدمرة إسرائيل الخزرية سفارات علنية في العديد من العواصم العربية الكبيرة والمهمة ، ومن لم يجرؤ على الإعلان عن العلاقة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،فإنه يحتفظ بعلاقات سرية قوية.
وعليه فإن صهاينة مستدمرة إسرائيل الخزرية باتوا يزورون العواصم العربية ويقيمون إحتفالاتهم الدينية فيها ويعلنون إصرارهم على بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى ،كما حصل قبل أيام في العاصمة البحرينية المنامة علما أن المنامة لم تعلن حتى اللحظة عن إقامة علاقات مع مستدمرة إسرائيل الخزرية.
إنهم يخربون بيوتهم بأيديهم ،هذا هو حال العرب والمسلمين الذين إرتضوا بواقع فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية " ISIS"الملقب بداعش ،الذي بعثوه فينا حركة إرهابية لتقسيم العالم العربي السني أولا ومن ثم الدول الإسلامية السنية وفي المقدمة تركيا ، قبل بعث تنظيم خراسان لتفكيك إيران.
وبذلك تكون مستدمرة إسرائيل الخزرية ومن تحركها من قوى الغدر العالمية قد انجزت المخطط كاملا ،مع أننا عربا ومسلمين بغض النظر عن التسميات والمسميات ،أسلمنا إنقيادنا لمستدمرة إسرائيل ،وظلمنا حتى اليهود الذين إضطروا للخضوع للصهيونية التي سرقتهم من الرب كما اخبرني الحاخام المقدسي رئيس طائفة ناطوري كارتا الرافضة لإقامة المستدمرة الراحل موشي هيرش.
كل ذلك أثار السعار الإسرائيلي خاصة وأن النتن ياهو يحاول جاهدا إيجاد مخرج له من الدائرة التي وقع فيها ،وهي دائرة الفساد المطبق عليه ،وجار التحقيق معه بشأن ذلك ، وللإنصاف فإن مستدمرة إسرائيل لا تتساهل مع مسؤوليها الفاسدين ،حتى انها أجرت تحقيقا مع ملك إسرائيل غير المتوج السفاح شارون ،وألقت بالرئيس الإسرائيلي من أصل إيراني موشيه كاتساف في غياهب السجون لتحرشه بفتاة إبان كان رئيسا للمستدمرة.
هذا الجبن العربي هو الذي أثار السعار الإسرائيلي في القدس وضد المسجد الأقصى وفي قلنسوة وام الحيران في النقب ،وآخر صور سعارهم تهديداتهم بضم الضفة الفلسطينية ، وذلك لإغاظة الأردن ،لأنهم يتهمون الملك عبد الله الثاني بأنه وراء قرار اليونسكو الأخير الذي أكد عروبة الأقصى ونفى أي صلة لإسرائيل به.
مقالات اخرى للكاتب