مما يحز بنفس كل وطنى غيور ان يرى هذا الوجه المشوه للعراق والعراقيين الغير المالوف والمتعارف عليه منذ القدم ولحد تولى امور البلد من قبل حفنة من الصبية الفاشست كما سماهم المرحوم جمال عبد الناصر فى احدى كتاباته واقواله عن البعثيين. بالرغم من ركوبهم موجة المد العروبى الذى تبناه المرحوم فى الخمسينات والستينات من القرن العشرين ورفعهم شعار الوحدة والحرية والاشتراكية زورا وتنكرهم لها لدى وصولهم الى الحكم بالطرق المافيوية بفلتة من فلتات الزمن صبيحة 8 شباط 1963 باستغلال طيبة الشهيد عبد الكريم قاسم وحبه لشعبه ووطنه بمهادنتهم وارخاء الحبل لهم خلافا لنصيحة الجواهرى الخالد ظنا منه انه يحقن دماء العراقيين ليعقلون ولا يشقون الصف الوطنى .وقد بداء تدمير العراق على يد حزب البعث منذ ذلك اليوم قبل نصف قرن ولحد الان .بحيث بالاضافة لجرائمهم التى يندى لها جبين البشرية انهم قلبوا كل الموازين والاعراف والقيم الاخلاقية والانسانية المتعارف عليها فى المجتمع العراقى وخربوا نفوس العراقيين وضربوا سلمهم الاهلى وتآلفهم الاجتماعى .وما نراه اليوم من الفساد بكل اشكاله ومن الطائفية والانتهازية وتغليب المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والمناطقية على المصالح العليا للشعب والوطن هم الذين اسسوا لها ومارسوها لعقود وكرسوها ليتقبلها المجتمع وتربى عليها الجيل الحالى خاصة.ونقول لمن يشك بان البعث هو المسبب لهذه الدرجة من خراب النفوس باعتبار ان المجتمعات تتغير وممكن ان تتراجع القيم مع مرور الزمن فنقول لا يعقل ان تتراجع بهذ ه الدرجة خلال نصف قرن فليس هناك من يتوقع ان تنحط القيم وتخرب نفوس العراقيين ويخرب البلد لهذه الدرجة حتى لو بقي العراق تحت الحكم الملكى .فهل نزاهة عبد الكريم قاسم ووطنيته جاءت من فراغ ام كان هناك الالاف من امثاله وكذلك فهل وطنية عبد المحسن السعدون جاءت من فراغ عندما انتحر لانه لم يتحمل ان يعتبره الشعب عميلا للانكليز عندما لا يتمكن من خدمة وطنه وشعبه بسبب تسلط الاجنبى وهو رئيس الوزراء فى العهد الملكى.ان الشعب العراقى المغلوب على امره لمئات السنين من القهر والاحتلال كان يتامل ان تاتى حكومة وطنية تربيه تربية صحيحة على القيم والمقاييس الرفيعة نحو الاحسن و ترفع من شانه من جميع النواحى لا ان تكون اسوء من عهود التخلف والقهر و الاحتلال بحيث تكرس كل جوانب التخلف والشر فى النفوس وتطمس كل جوانب الخير فى المجتمع. وكان الشعب العراقى قد وضع كل اماله على ثورة 14 تموز 1958 لولا معاداتها وشق الاجماع الوطنى واغتيالها من قبل البعث المتحالف مع اعدائها والقوميين المتطرفين للوصول الى الحكم ليس الا. ما نراه اليوم من وجه العراق الغريب الذى لا يمثل العراق الذى الفناه قبل حكم البعث ولا الذات العراقية التى شوهها البعث . العراقيون يستحقون اكثر من ان يقود مظاهراتهم معممون ومعقلون بشعارات متخلفة لا تمثل مجموع الشعب العراقى بحيث يسهل اختراقها من قبل اعداء الشعب فى الداخل والخارج وصعود الموجة وتشويهها من قبل اعوان النظام السابق والارهابيين ودعاة الطائفية المقيتة. يتمنى الشعب العراقى خروج مظاهرات مليونية واعتصامات مدنية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ضد الفساد قبل كل شىء لانه منبع كل ما يعانيه الشعب والوطن وبقيادة سياسيين متنورين وطنيين حظاريين حداثيين ينطلقون من مصلحة الشعب والوطن باجمعه ومن خارج العملية السياسية وهم كثر وليس بقيادة رجال الدين وشيوخ عشائر لانهم مع احترامنا لهم لا يمثلون الوجه الحقيقى للعراق وللذات العراقية الحظارية. احد الاسباب الرئيسية الذى يمنع خروج مثل هكذا مظاهرات هو الخوف من ركوب الموجة من قبل المتعاطفين مع النظام السابق واصحاب الاغراض الشخصية والسيئة والارهابيين والطائفيين. ومظاهرات المناطق السنية عززت هذا التخوف مما يصب فى صالح الحكومة والمالكى وان استبدل ويستبعد المظاهرات التى يتمناها الشعب لتمثله بكل اطيافه ضد افة الفساد بكل اشكاله التى لولاها لهانت المحاصصة الطائفية ولحلت كل المشاكل الاخرى ومنها توفير الخدمات .كل من يعرف طبيعة الشعب العراقى الثورية لا يتوقع ان يسكت الشعب على هذه الدرجة من الاداء السيء للامريكان و للحكومة طيلة عشرسنوات لولا خوفه من البديل الاسواء الذى اوحى به الارهاب والمقاومة المسلحة وجميع الافكار المتطرفة والتوجهات الغير العقلانية التى تخدم الاعداء والغرباء الذين شجعوها لتحقق اغراضهم المختلفة وتضر جميع افراد الشعب ولا تخدم احدا .وكل تطرف قومى دينى مذهبى اثنى عشائرى مناطقى يخدم الاعداء والغرباء وخاصة الصهيونية التى تعمل على تاجيجه لتدمير البلد ولالهائه بنفسه .والتطرف الاكبر هو التعاطف مع النظام السابق الذى يادى الى تناحر اعداء اسرائيل والصهيونية فيما بينهم . لذا فانها تعمل على رفع رصيد النظام السابق كلما يخبو لالا يندثر.لانه اسوء مستنقع يسقط فيه قسم من اعداء الصهيونية باستقطابهم من قبل اسوء رمزمتهرىء يمكن طمسه بسهولة عند الحاجة.كان من مصلحة جميع المحسوبين على النظام السابق قبل مصلحة الشعب والوطن نبذ وادانة النظام السابق منذ اليوم الاول لسقوطه وليس المكابرة والتمادى بحجة الاحتلال والاداء السىء للامريكان وسياسيينا وفسادهم.ونبذ العنف والمقاومة السلمية بمشاركة وتكاتف كل اطياف الشعب هى التى تعكس الوجه الحظارى الحقيقى للعراق وتخدمه . فهل يعقل ان تقرر الفلوجة مثلا بمفردها مصير العراق؟ اليس بقية الشعب العراقى ضد الاحتلال وضد الاداء السيء للحكومة؟ لما لا تتشاور الفلوجة مثلا مع بقية الشعب ليتفقوا على خارطة طريق ومنهاج وطنى مشترك ؟ الا يمكنها ان تكسب ولو نصف الشعب لهذا الغرض؟ هذا ما جرى منذ بداية الاحتلال ويجرى الان بنفس التطرف والمكابرة الفارغة التى ستستفلس عاجلا او اجلا .اليس من واجب كل السياسيين ان ينطلقوا من مصلحة الشعب والوطن العليا فى هذا الظرف العصيب من التخندق الطائفى الذى يقضى ان يدافع الشيعى عن السنى وبالعكس والمسلم عن المسيحى وبالعكس والكردى عن العربى وبالعكس والعمل على اعادة اللحمة الوطنية وروحية المواطنة؟هناك الكثير الكثير ليقال فى هذا المقال ولكن لا تستحسن الاطالة فاقول باختصار للمتظاهرين السنة الستم تتظاهرون ضد انفسكم ؟ لان تهميشكم هو من ايديكم لان غالبيتكم قاطعتم الانتخابات وقاطعتم الاستفتاء على الدستورومن ثم اشتركتم فى الحكومة بدون قناعة لبناء الوطن بل لتخريب العملية السياسية من الداخل وانفضح امركم بعملكم كشركاء سلبيين ومعارضين سلبيين وانتم فى السلطة ومنكم من وضع يده بيد الارهاب ولحد الان. الم تكونوا حاظنة للارهاب منذ اليوم الاول ؟ وحتى عندما صحوتم لم تقوموا بواجبكم الوطنى كما يجب باعتباركم تعلمون بكل خبايا وبؤر الارهاب وتوقعنا اجتثاثه نهائيا بجهودكم ان كنتم مخلصين.ووزاراتكم لم تقدم ما هو افظل من غيرها ولا هى اقل فسادا .وماذا قدمت الحكومة للشيعة اكثر منكم .وشجعتم مناصريكم الدخول فى الاجهزة الامنية من خلال الفساد واغلبهم ممن خدموا النظام السابق وغالبا هم الذين يقومون باعمال التعذيب للسجناء واغتصاب السجينات والاعتقال لغرض الابتزاز وكذلك المخبرين السريين وكيدياتهم كما كانوا يفعلون زمن النظام السابق.وعدم التطبيق المنصف والنزيه لقانون المسائلة والعدالة والمادة 4 من قانون الارهاب . لذاعليكم ان تبداءوا بانفسكم وتتخلصوا من ثقافة النظام السابق المستشرية فى البلد لحد الان وهى السبب الرئيسى فى تدمير البلد سابقا ولاحقا وحتى المعادين للنظام السابق اغلبهم متاثرين بثقافته وتربيته ويمارسون نفس ممارساته . وباداءهم السيء فى السلطة لطفوا وجه النظام السابق مما شجعكم على المكابرة وتجرئكم على التعاطف مع النظام السابق والمطالبة باعادة اعتباره وامتيازات اعوانه التى نالوها على حساب ضحاياهم من الشعب العراقى الذين لم تحترموهم فى مظاهراتكم التى وان كانت من حقكم ولكن اردتم بها باطل.وحتى المالكى الذى تركزون على اقالته لانه حجر عثرة امام استردادكم الحكم هو اكثر المهادنين لاعوان النظام السابق ولم يطبق عليهم قانون الاجتثاث ولا المسائلة والعدالة كما يجب بل اعفى عن الكثيرين ممن اوصلهم الى السلطة انطلاقا من مصلحته الشخصية. واطلق سراح الكثيرين من المجرمين بحجة عدم توفر الادلة الكافية وعادوا الى الاجرام .والمالكى وغير المالكى من المسؤولين يجاملونكم على حساب الشعب العراقى وانطلاقا من مصالح شخصية وفئوية ويلبون كل مطاليبكم المشروعة ومعها مما هو غير مشروع بل ترضية لهذا وذاك ومع هذا لا تعترفون بذلك بل تعلنون بانهم لم يلبوا شيئا لحد الان وكانكم تنفذون نوايا الارهاب وحتى سلميتكم لحد الان هى خوفا من اعتباركم ارهابيين وليس من عقلانيتكم وحرصكم على وطنكم ونبذكم للعنف والتطرف او من ثقافتكم العالية وتمدنكم.فلن تحققوا غاياتكم من هذه المظاهرات طالما بدات بخطا جسيم بالاضافة للدفاع عن متهمين بالارهاب لم تراعى اهداف الشعب ككل ولم تستثمر استياء وتذمر كل الشعب وعزلت السنة عن بقية الشعب بغباء واضح مفضوح استغله الارهاب واعوان النظام السابق.اليس لنا الحق ان نتسائل لماذا لا تخافون ان يستهدفها الارهاب ويفجر بين المتظاهرين ؟ ولو قامت مثل هذه المظاهرات من قبل الشيعة الم يكن قد تفجر بينهم عدة احزمة ناسفة على الاقل؟ قد تنتهى هذه المظاهرات بصفقات متاجرة او مساومات واعادة توزيع كعكة العراق على حساب المصلحة العليا للشعب والوطن وتهدىء الاوضاع بصورة موقتة.ما بالكم تتصارعون على الكعكة وهى تكفى للجميع وتزود ان كنتم عقلاء وتبنون بلدكم كفريق كرة القدم متكاتفين متعاونين ايجابيين وان كنتم معارضين.ونقول لكل السياسيين لماذا لا تكونون بنفس الروحية التى تكونون عليها مع كل الشعب عندما ينتصر العراق فى كرة القدم اليس الانتصار فى المجالات الاخرى هوالاهم لماذا اذن لا تعملون على ذلك؟ اليس من الجريمة ان ينقسم العراق او الشعب وهو بهذه الروحية وهذا النفس الوطنى الوحدوى الفطرى؟ اليس الاجدر بكم يا اهل السنة والجماعة ان تعكسوا الوجه الحظارى للعراق اكثر من الشيعة لانكم كنتم مركز الثقل فى حكم العراق لمئات السنين .وانكم تعيبون على الشيعة تقاليد اللطم واحياء ذكرى استشهاد الحسين وغيرها باعتبارهم متخلفين لكنكم اكثر تخلفا باحتظانكم الارهاب وتعاطفكم مع النظام السابق لحد الان وتخندقكم الطائفى ولا اعنى الكل طبعا بل المتعصبين والمتطرفين والتكفيريين ومن قادة المظاهرات هذه ومن لف لفهم. وبالمناسبة اسال هؤلاء ان لم يقم الشيعة باحياء ذكرى استشهاد الحسين فى كل سنة باعتبارها ثورة الحق ضد الباطل لكنتم قد شوهتم التاريخ واعتبرتموها تمردا على الشرعية وعلى ولي الامر كما تشوهون التاريخ فى كثير من الامور ويشوهه غيركم ايضا. وتاخذون على الشيعة بانهم عملاء ايران بالرغم من ان مرجعيتهم عراقية ولا يؤمنون بولاية الفقيه وبالرغم من اشتراكهم بقادسية العار.وانتم تدفعونهم دفعا للاحتماء بايران باستهدافهم وتخندقكم الطائفى.وان كانت الطائفية والتخندق الطائفى قد فرض عليكم فلماذا تشجعونه وتكرسونه وجعلتمونا نتكلم بهذه اللغة نحن المتحررين والمتنورين ايضا؟ وقد تصاهر الشيعة والسنة منذ مئات السنين.
مقالات اخرى للكاتب