مذبحة الثلاثاء مرت بدمها والمها وضحاياها لكي يعقبها الصمت والعودة الى الحياة الطبيعية ، عندما تصبح المذابح المهينة امرا معتادا فهذا يعني ان المعنيين بحماية البلد بلغوا مرحلة فقدان الغيرة الكامل ، الآن اصبح العراق يعيش المهزلة بكل معانيها مهزلة السياسة ومهزلة الأمن ، الذباحون ليسوا اشباحا بل رجال من اصحاب الالسن الطويلة يشاركونك الحكم والقرار والمال والامتيازات ، الذباحون نواب ووزراء واصحاب سلطة ، حكومة كالحزورة تضم تحت سقفها القاتل والمقتول ، مهزلة حقيقية ، على منصة التظاهرات في الرمادي يقف اعضاء من حكومة الشراكة الوطنية ويقف خلفهم صف من الارهابيين من السعودية ومصر وليبيا والسودان ، يقف قادة عراقيون مع ذباحين عرب ويعلنون قرار تحرير بغداد من الصفويين ، بعدها يعود قادة المنصة الى دوامهم الرسمي في بغداد وهم مبتسمون اما اخوانهم في الدين الارهابيون فيزحفون بسياراتهم المفخخة ليوقعوا كارثة جديدة حصادها المئات ، مذبحة الثلاثاء ثمرة مباشرة لتظاهرات الانبار والموصل وما فيها من شحن طائفي ، سلطة الارهابيين اقوى من سلطة الحكومة ، في بلد المهزلة ، انتصر الارهاب على القوات المسلحة وانتصر الفساد على النزاهة ، وانتصر الخوف على الامن ، وانتصر الفقر على الرفاه ، في بلد المهزلة ، الحكومة تفشل ولا تحاسب ، والقوات المسلحة تفشل ولا تحاسب ، والمجرم يقتل المئات ثم يطلق سراحه مكرما ، والحدود مع الدول مفتوحة ولا يحق للقوات المسلحة ان تحميها لانها بوابات للتهريب لجهات اقوى من الحكومة . بلد كل مافيه مهزلة ، مليون جندي نصفهم فقط في الخدمة والنصف الآخر ينامون في بيوتهم ويعطون نصف رواتبهم لآمريهم رشوة علنية وصلت حصصها الى كبار القادة في جيش يمتاز بفقدان شرف المهنة وشرف الانتماء . المتضرر الوحيد هو الشعب ، والرابح الوحيد هم الساسة الكبار الذين لا يخسرون شيئا وان تضايقوا قليلا حملوا جنسياتهم المزدوجة وعادوا الى بلدانهم الثانية . افضل انقاذ يمكن ان يجري للعراق هو ان يأتي رجل شريف ، حوله مالا يزيد عن عشرة شرفاء ويشنون انقلابا ويستولون على السلطة ويلقون بجميع الوزراء والنواب والرئاسات في السجون ويقدمونهم للمحاكمة على خلفية ملفي الفساد والارهاب ، ثم يعلنون حالة الطوارئ ، ثم يغلقون الحدود ، ثم يوزعون قوات الجيش على حدود العراق من كافة الجهات ويغلقون المعابر ، ثم ينشرون الجيش العراقي في كافة انحاء العراق بقيادة موحدة ، ثم يعلنون استرداد كردستان من ايدي المسؤولين الحاليين واسترداد المحافظات السنية وتحريرها من الارهابيين ، واعدام جميع الصادرة بحقهم احكام الاعدام وتعليقهم على الاعمدة في الشوارع ، وتشكيل محكمة طوارئ تصدر احكامها بسرعة وتنفذ بسرعة ، ووقف العمل بالدستور وتشكيل لجنة متخصصين لتعديله ، وحل مجلس النواب ، وحل الحكومة واختيار شخص متخصص لتشكيل حكومة تكنوقراط ، وتأجيل اي كلام عن الديمقراطية او الانتخابات الى ان يتم تطهير البلاد من الفاسدين والارهابيين والخونة والذي يعملون ضد العراق لصالح دول ثانية . هذا هو الحل . واذا لم يتم الحل بهذه الطريقة فلن يتوقف شلال الدم ، دم الشعب المسكين لانه بلد المهزلة .
مقالات اخرى للكاتب