يتطلع شعبنا الصابر إلى تغيير نحو الأحسن وهذا من حقه لانه يعيش في بلد قد حباه الله بخيرات كبيرة ومن حقه ان يعيش بكرامة وطمأنينة لذلك فهو يتطلع إلى تغيير حقيقي في كل الأصعدة الخدمية والاجتماعية والسياسية ترتفع به من مستنقع الفساد والعراك السياسي والتناحر البغيض الى مستوى يليق به وبتضحياته ، لذلك نتطلع إلى انتخابات 2014 كونها ستكون فيصلا حاسما للتغيير لان الانتخابات، وجه جميل من أوجه الديمقراطية، وتسليم الحكم بصورة سلمية، وطبيعية، واحترام رأي الأغلبية، والخضوع لها بالرغم من بعض السلبيات المأخوذة عنها لاسيما في العراق؛ حيث الانتخاب على أساس مصالح ضيقة حزبية، أو طائفية وقومية، أو حتى عشائرية؛ مما يساعد على ترشيح أناس ليسوا بأكفاء، متناسين المصلحة العامة، ومستقبل البلد، وبغض النظر عن البرنامج الانتخابي. قد تكون أحوالنا البائسة مصطنعة؛ أي ما وصلنا إليه كان مخطط له حتى يعزف الأغلبية عن المشاركة في الانتخابات لتبقى نفس الوجوه في أماكنها، لتتحكم بنا، وبأرزاقنا، وأرواحنا وخيرات بلادنا لأطول فترة ممكنة، أو ليعكسوا صورة غير جيدة لأحزابنا السياسية ؛ مما ساعد على ذلك عدم حرص بعض الكتل السياسية على تقديم الخدمات للمواطنين، والتخندق بالمنطقة الخضراء، والعمل على الحفاظ على المناصب، والكراسي حيث تناست أو نست أنها زائلة لا محال والشواهد كثيرة. وهنا لابد ان نسال انفسنا قبل خوض عملية التصويت لماذا ننتخب؟ ومن ننتخب؟ وماذا قدم لي السابقون؟ أسئلة كثيرة تدور في عقول الكثير من أبناء شعبنا وكذلك عدم ثقة المواطن بالسياسي متناسين بان التغيير لا يأتي بالأحلام، والتمني(وما نيل المطالب بالتمني)، وإذن التغيير الذي ننتظره بفارغ الصبر مطلوب، حيث تتعالى جميع أصوات العقلاء، ولاسيما مراجعنا العظماء بالمطالبة والتوجيه عليه. ما هو التغيير؟ ولماذا التغيير؟ قد يسأل سائل ، نقول التغيير يعني النهوض بالبلد الى مصاف الدول الغنية ذو اقتصاد وطني كبير يضاهي الدول المتقدمة؛ نغير لنزيح شلة الفاسدين الذي لا هم لهم سوى زيادة أرصدتهم، ومعيتهم من الأموال، وشراء الأملاك بالخارج، التغيير يعني النهوض بالواقع الاقتصادي لنتحول من بلد مستهلك الى بلد صناعي، زراعي مُصدر، والمقومات وللحمد لله موجودة فبلدنا رابع دولة بالعالم بالموارد الطبيعية الأولية وحسب تقديرات الأمم المتحدة الأيدي العاملة، والعقول العراقية لا احد يزايد عليها فهي الأفضل بالبلدان العربية على الإطلاق، لنغير لننشط اقتصادنا من خلال تفعيل القطاع الخاص، وسن القوانين لحماية العمالة العراقية، ورواتبهم التقاعدية، ولا نكتفي بالتوظيف بالدوائر الحكومية التي تذهب جزء كبير من ميزانية العراق الانفجارية كرواتب وغيرها، نغير ليكون لأبنائنا واقع تربوي صحيح لا أن يكون في البناية ثلاث مدارس نغير لتكون لنا سياسة خارجية قوية، ومنفتحة، وعلاقات قوية متكافئة مع دول الجوار، لنغير ليكون هناك تساوي بين أبناء بلدنا بالحقوق، والواجبات، وفرص التعيين، وتساوي الرواتب بين جميع موظفي الدولة، لنغير لتكون هناك شراكة صحيحة التغيير يحتاج الى قوة إرادة، ووعي كبيرين من قبلنا نحن كمواطنين؛ نعم نغير بالذهاب الى صناديق الاختراع، وليس بالذهاب الى الترجي والتمني وان نواجه مصيرنا مواجهة حقيقية ..
مقالات اخرى للكاتب