بالطبع ليس أحد سلاطين الدولة " العلية " لآل عثمان ، فقد خفتَ نورها وأنزوت شمسها بدايات القرن العشرين ، رثاها أمير الشعراء احمد شوقي على مرضها بأبيات له حزناً منه على ماتبقى من خلافة إسلامية وقيام تركيا الحديثة على يَد مصطفى كمال أتاتورك :
ضجت عليك مآذن ومنابر وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والـهة ومصر حزينة تبكي عليك بمدمع سحاح
والشـام تسأل والعراق وفارس أمحا من الأرض الخلافة ماح ؟
لقبٌ يَصر كتاب أعمدة في صحف بغدادية في إطلاقه وصفاً لـ " تفرد " حسب رأيهم الامين العام لحزب الدعوة الإسلامية ورئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقرار السياسي والأمني دون شركاءه من بقية الأحزاب المؤتلفة في حكومته كما بقية المكونات القومية ، المذهبية وتهميشهم ، يصاحبه نقد شديد مع كل إختراق أمني يحصد أرواح بريئة أو أزمة سياسية تنذر بالمزيد مع تصاعد الخطاب الطائفي المتشنج ، ناهيك عن تردي الخدمات أو حتى فقدانها وفساد إداري تُشم رائحته عن بعد يصاحب الكثير منها وملفات أخرى كثيرة ، بسببه هوَ كرأس هرم سلطة تنفيذيه أم من أستوزر له من بقية الكتل السياسية .
لن أدخل نفسي في مفردات " أجندات " البعض ومخططاتهم كما يفعل آخرون ، الجميع مواطنون مخلصون لاعميل فيهم أو خائن ، حالمون بغد مشرق يحيا الناس فيه برخاء وممارسة ديمقراطية راسخة جذورها ، مؤسسات دولة مستقلة لاتسييس فيها لعنوان دون آخر تتبدل ألوانها كما قرارتها كلما أعتلى سدة الحكم " رئاسة الوزراء " مكون ، شخص أو حزب وخدمات ومواطنة حقيقية تُشعر الجميع بحقيقة إنتمائهم الوطني .
للسلطان : معكَ ، بدونك نحن مصرون على المضي قدماً ، عقود الديكتاتورية ولَت دون رجعة ، وإختزالكم الدولة بشخصكم وحزبكم لن يستمر ، إذا ماكانت في النية إبتلاعها ، أعمل وفريقك على تحييد مؤسساتها لتكون ركيزة قوية لبناء مستقبلي سليم ، وتخوفكم من إنقلاب يخطط له البعض من شركاء العمل السياسي لإعادة عقارب الساعة غير مبرر ، لا المناخ الدولي يسمح به ولا الناس في الداخل تحلم ، بعد أن تنفست نسيم الحرية العليل كما خطابكم بعرقلة آخرين لمشاريعكم ، الجميع ملزم بالعمل الجاد حتى لاتنحرف القاطرة عن السكة وإلا أنفضت الناس عنكم للبحث عن بديل .
أعداء السلطان : رائع هوَ نقدكم وتأشيركم مكامن الخلل في بناء دولتكم ، دولتنا " الحلم " ، وحتى " صراخكم " في وجه " السلطان " ، بعيداً عن " الشخصنة " في طرح ما أشكل عليه في توجهاته وتطلعاته ، العاطفة إحدى علل النقد ، يفقده المصداقية والمهنية في الطرح ، يُجمل قبيح " حبيب " ويلعن ، يسب فعل جميل لـ " عدوَ " .
جميعاً " السلطان " أي " سلطان " ، محبوه وأعداءه ، لانريد رمزاً " شرقياً " جديداً للتعسف ، بل موظفاً تعهد إليه مهمة لإدارتها ، يحاسب ، ينتقد ويستجوب برلمانياً وصولاً لعزله إذا ماتطلب الأمر ذلك او يحال للقضاء .
مقالات اخرى للكاتب