لو بلغك ان فيلا هنديا ولج سم الخياط ، صدق !!! ولو بلغك ان الشرطة الالمانية طلبت مساعدة امنية من نظيرتها الصومالية ، صدق !!! ولو بلغك ان ليو ميسي انتقل الى نادي الكرخ البغدادي صدق ، واذا بلغك ان رئيسا عربيا استقال من منصبه قبل ان يترزل رزالة ناشفة ، صدق . واذا بلغك ان الاسطر التي تقرأها الان ابلغ من نهج البلاغة فصدق . واذا بلغك ان نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني يكاد لا يجد قوت يومه ، فصدق . واذا بلغك ان دولة قطر العظمى بريئة من دماء السوريين براءة الذئب من دم يوسف ، فصدق . واذا بلغك ان بشارا البعثي سيعتزل السياسة قبل ان تتساوى دمشق وروما نيرون فصدق . ومن قال لك ... ومن قال لك ... ومن قال فصدق فصدق فصدق ... كل شيء وارد وقابل للتصديق في هذا الزمان الا مزحة احتجاجات الانبار على اداء المالكي السياسي . لا يعنيني الحجي او ابو اسراء من قريب او بعيد فهو كغيره من المسؤولين سيلبس الباب قريبا ولم يبق الا ذبالة كأس آجنة ليلملم اوراقه ويرحل الى مهمة اخرى او الى لا مهمة ولو دامت لغيره ما وصلت اليه . الذي يهمني ان المطلوب اليوم هو ليس هذا المالكي بالذات ، المطلوب هو نظام حكم يدار من قبل طائفة تتمتع باغلبية يراد لها ان تبقى الى يوم القيامة راعية للجاموس في اهوار الجنوب العاجة بالبؤس ومدارس ابنائها من قصب البردي . فاذا جرت الاقدار على عكس ما يراد لها فعلى ابنائها ان يتحولوا - برغبتهم او بدونها - الى خرفان في عيد اضحى مفتوح، ونساؤها الى فرق للندب والردح الحزين . لست بصدد المقارنة فعلي بن ابي طالب "ونحن نعيش ذكرى مولده المعجز " عندي لا يقارن الا بمحمد عليهما السلام ، لكن التاريخ شواهد " ومن لم يتعظ لغد بامس ... وان كان الذكيَ هو البليد " والذين بايعوا عليا في اول ايام محنة الاسلام سرعان ما قلبوا له ظهر المجن وشنوا حروبا عليه يخجل تاريخنا الحيي جدا من سرد وقائعها لانها ستكون صفحات عار وشنار في سجل الانسانية . فاذا كان اجلّاء الصحابة حاربوا عليا بسيف طالما جلا الكرب عن وجه اشرف الخلق، فماذا نتوقع من العلواني والحاتم وابو ريشة واضرابهم . انها نقمة التاريخ الذي طوينا دون قراءته الصادقة كشحا على مدى عشرة قرون . من السذاجة بمكان تفريغ ما يحدث من شحنته الطائفية التي دخلت كل مسامات النسيج العراقي ومازال هنالك من البسطاء من يتهم عمّو سام باثارتها . ولا يعنيني هنا ما يهرف به المثقفون من كل ثقوبهم ، عندما يتحدثون عن عراق فسيفسائي موحد ، فحال هؤلاء المترفين المبرجزين كحال من يريد اطفاء حريق روما بـ "استكانة" ماء . واذا شئت التاكد بنفسك من حالة الانقسام السائدة كلف نفسك النظر للصفحة الاولى من اي صحيفة عراقية ، او دوّر جهاز التلفاز على اي قناة تلفزة لتجد الحقيقة هناك . و كل حديث بعد ذلك حديث خرافة لاضحاك ثكالى التفجيرات المنسقة بدقة .
مقالات اخرى للكاتب