صفة ما برحت ملازمة لحاملها طوال 1400 سنة وكانت بالفعل تحمل بكل معانيها وصورها مآثر التضحية والبطولة والفداء , ورد جزء بسيط للجميل بأخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين "عليه السلام", حقيقة ساطعة ولم يكن فيها أدنى لبس , أو شبهة أو ريبة تساور النفس البشرية, حول دواعي الثورة والقيام للأخذ بالثأر. رغم تشكيك من شكك واتهام البعض له بشتى التهم , إلا أن الموقف في النهاية استحق عليه المثوبة والأجر , لوقوفه بجانب الحق ضد الباطل...ذلك هو بطلبنا "المختار" . اليوم وفي القرن الحادي والعشرين وبلمسة لم تكن هي الأولى ولعدم وجود حقوق للحفظ والتوثيق , سُرق الاسم وصفته وأفعاله , بتغير الزمان مع الاحتفاظ بنفس الرقعة الجغرافية , ظهر لنا مختار جديد بحلة جديدة براقة قد تكون عجلة التقدم قد غيرت ملامحه بعض الشيء ,حاول إقناع الناس بمبدئية ثورته ضد الأوهام والأفكار الراكدة بمستنقع الماضي المعاصر. ظهر وهو يحاول إقناع الناس بالاصطفاف حوله وتأييده لإنقاذهم من أموية التطرف والانحراف, والإبقاء على كرسي الخلافة دون منازع,أو رقيب أو حسيب فكل من يناقشه أو يطرح عليه حالة الفشل يعتبر من معسكر ابن سعد , حتى وان سلمت نوايا المقابل , فمختارنا قد تربى ونشأ بحجر "؟؟؟؟" واستقى من خصاله ما لا يحصى ,فهو من صال وجال بفرسانه في البصرة على أبناء الزبير بعد نقض الوعود معهم وبعد ما استتب له ملك العراق. وهو من صال بالموصل على قتلة مولاه وطارد الهاربين ,أتباع زياد ابن أبيه , وأوقع بهم شر هزيمة , لم يكتف بذلك عاد لبغداد ليحقق نبوءة الخلافة وحاضرة العالم الإسلامي وإشعاع الفكر والحضارة , عمل على تسنير مختلف بوابات العاصمة بالأجهزة الحديثة. لكشف سيوف الأعداء رغم تطور الزمان وحداثته ,أغدق على الموالين لقيامه بالعطاء والخير الوفير من بيت المال ليكسب ودهم ويضمن ولائهم , تناسى فعلة حرملة بالرضيع , وعمر بن سعد بترويع العيال , وسبي شمر بن ذي الجو شن للنساء والأطفال . فأعطاهم الأمان ودفع لهم من بيت المال ,بأثر رجعي بغية الحفاظ على دماء المسلمين , وامن جانبهم وكسب سيوفهم لصالحه بمعركة العز والكرامة للولاية الثالثة. فهنيئا للمذهب بمختاره الجديد , وعراقنا يد بيد يبنى , يد بالدماء الملطخة ويد تستقبل العزاء دون انقطاع , وكلاهما سيصفق ويطرب لعويل الثكالى وانين اليتامى.
مقالات اخرى للكاتب