اليوم مر اسبوعان بالتمام والكمال على بدء الهجوم الاسرائيلي الجوي ومن ثم البري على قطاع غزة . ولما كانت القوتين غير متكافئتين فان من البديهي ان تكون النتائج غير متكافئة . فمقابل كل مئة فلسطيني يقتل فان خمسة اسرائيليين يقتلون . والجميع يعلم ان الغالبية العظمى من قتلى اسرائيل هم من الجنود الذين مهنتهم الموت ، فيما استطيع ان ازعم ان جميع الضحايا الفلسطينيين هم من المدنيين و الابرياء . هل يكفي لتبرئة ذمتنا ان نصف اسرائيل بالعدوانية والسادية ثم نكفن موتانا ونصلي عليهم ونودعهم الوداع الاخير بانتظار مغامرة حماسية اخرى ؟ هؤلاء الذين نصفهم بالعدوانية هم احرص على ارواح مدنييهم ، منا على شعوبنا ، لو كنا نحتفظ بادنى حرمة لارواح المدنيين . ويكفي ان ينفخ في صور الانذار لتنزل اسرائيل عن بكرة ابيها الى الانفاق تجنبا لسقوط عزل لا شأن لهم بالقتال . في كل حالة انذار ونزول الى الانفاق تتكبد اسرائيل ملايين الدولارات ، لكنها لا تتردد في تكرار ذلك وان تكرر النزول عشرات المرات في اليوم . ارواح المدنيين لدى كل انظمة العالم - لقيطها و شرعيها - محترمة ، الا عندنا نحن العرب المسلمين . فاللحم ارخص من الطين والعظم ابخس ثمنا من الحصاة والارواح لا تساوي بمجموعها قيمة جنح بعوضة ، نتبرع بها حيث نشاء .و يكفينا نصرا لو نباد عن بكرة ابينا، شريطة ان يبقى الحزب القائد او التنظيم المجاهد او المؤسس الواعد على قيد الحياة دون ان تمس شعرة من جسده المقدس . لاتوجد في اعرافنا حسابات الحقل والبيدر . اننا مشاريع مفتوحة للقتل الرخيص والمساومة السوقية . الشهادة من اجل الارض والعرض والدين مقدسة في كل الديانات السماوية ، لكن لا ارى ديانة تحث معتنقيها على قتلة مجانية من دون مقابل ، حتى ولو ادنى شيء ، لانها الانتحار الذي يمكّن عدوك منك . عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، نتبادل في كل ساعة و بكل اعتزاز وفخر وصلات فديو تظهر رعب السلطات الاسرائيلية والتعبئة العامة من صواريخ المقاومة ، ومن حيث لا نشعر اننا انما نكبر فيهم حرصهم على حياة مواطنيهم الذين يجب ان يكونوا بعيدين عن اي تهديد . اما نحن فمكشوفون مثل طائر ازغب امام طائرات وجنود العدو في رابعة النهار . اللي جاي يضرب واللي رايح يضرب حتى اصبح الفقراء ملطشة لأرذل خلق الله . اليس من حقنا ان نسأل كم هو عدد القتلى من مطلقي الصواريخ الفلسطينية المقاومين ؟ وكم هي نسبتهم مقارنة بمجازر المدنيين اليومية ؟ هل ثمة صاحب ضمير حي يعطيني رقما ولو تقريبيا !!! غدا سيوقع المقاومون المنتصرون على هدنة وقف الاعتداء بشروط قد تكون مذلة لان اسرائيل لا تسمح - كما في الهدنات السابقة - بتقديم اي تنازل للطرف الاخر ، بل ستستغل ذلك لاملاء شروط اضافية من موقع بطشها . ومن السذاجة حينذاك التحدث عن رفع حصار او ارخاء القبضة الحديدية عن القطاع . وحين تضع الحرب اوزارها سيتوفر افضل مناخ لاصحاب البزنص واعادة اعمار ما تهدم من عمائر و ابنية فتترهل الجيوب على حساب المعدمين . ويبقى الانسان المغلوب بناءَ الله الوحيد الذي لا يستطيع احد اعادة اعماره . لا يعنيني ابدا اتهام بالتخاذل ياتي من هذا او ذاك ، ولا شأن لي بالشعارات والاشعار الخاوية التي تحولت بقدرة قادر خلال ستين عاما الى عبوات تخدير واقراص فاليوم . ما يهمني حقا هو ان اوصيكم - ونفسي - الا تسلموا مقاليدكم بيد من لا يحسن المتاجرة بها لاننا تحولنا الى فئران تجارب في مختبرات تديرها عصابات المافيا لا يعنيها الا الظهور بمظهر المنتصر حتى تحولنا الى انقاض . للمزيد من المعلومات اتصلوا بالاخ المجاهد خالد مشعل في قطر و الدكتور اسماعيل هنية الذي دخل في المحاق وسط شهر رمضان وترك ارضه مكشوفة لبني اسرائيل فاكثروا فيها الفساد . كل هدنة قادمة القاكم بالف خير ان شاء الله.