الظرف الراهن الذي يمر به البلد من محاربة الدواعش وتفاقم الفساد والأوضاع المتردية للنازحين ونقص الخدمات أجبرت الحكومة الخوض في مارثون طويل للوصول إلى حل واقعي يحقق الخروج من هذه الأزمات..في هذا الوقت المتكالب تظهر صيحات مؤذية للجميع لا يعرف أبعادها من تقول بها سوى قبضه عدة دولارات من قبل فضائية بعثية الجذور ومعروفة الاتجاه ركبت موجة التظاهر وأخرجت مفردات على أفواه البعض وأفعال تنم عن تاريخ مؤسسيها وسلوكهم الشاذ !!
أخطاء ومساوئ المرحلة تسخر وتستخدمها طريقا للإملاء والتهجم والتحريض وليس التحكم في لغة الحوار الذي يخدم الفترة الراهنة والطرح الذي يبني ولا يهدم .ما علاقة مواطن بسيط مسحوق يرفع لافتة عليها صورة أعلى مسئول في الدولة من المؤكد لايعرفه ولا يرتبط به ويتهجم عليه ان لم يكن مدفوع ..وآخر يرفع صورة لا يعرفها احد ويطالب برفعه من القضاء وهي صور فردية لا تتواءم مع السلوك الجمعي للمتظاهرين .
ان الإساءة إلى الرموز الوطنية وعدم الالتزام بالمهنية والحيادية وإتباع سياسة التحريض واستعداء طرف ضد آخر ما هو الا نهج ومشروع عدائي ينفذ أجندات من اشتراهم
نحن مع وضع الفاسدين وحرامية البلد في قفص الاتهام ومحاسبتهم والإجابة عن مايطرح في الشارع من اتهامات وأسئلة عن ثرواتهم وأملاكهم التي تصاعدت في فترة قياسية..وكذلك محاسبة الساسة الذين يستجدون الحلول من دول الجوار وأمريكا ..والفضائيات التي تشكك ؟ اليست هي موضع شك ؟ من أين لها هذه الأموال الضخمة ؟ وهي تحث على الكراهية وتتحدث بغضب وتوزع البيوت وسجادات الصلاة ؟
ان تقصير وفشل الحكومات السابقة الذي يتردد على لسان غربان فضائيات السوء لها أسبابها الظاهر منها والباطن والكل يعلم أعمدة التعطيل واستغلال البرلمان والانبطاحين الفاسدين لتصل النار الى الضحية المواطن التي تعتاش على آلامه هذه الأبواق تغطية لسرقة مالكيها مال العراقيين ... ان مطالبة الناس بالماء والكهرباء وغيرها ..هي نتيجة لتردي أوضاع البلد بسبب الحروب العبثية التي سلكها النظام المقبور.. والفساد المستشري في جلد كل من شغل منصب له مساس بخدمات الناس بعد التغيير ..وإلا ماذا تعني صرف المليارات من الدولارات دون نتيجة وطائل ؟ وهل أصبحت متطلبات الحياة الأساسية جوهرا لبناء بلد متحضر.. ان لم يقم الإعلام والثقافة بتنوير الناس برحلة تمنح بلادنا صورة ترسيخ مفاهيم لا نختلف عليها {المواطنة} ؟ عشر سنين من أموال الشعب سرقت والسراق معروفون ..ونتناسى أربعة وعشرين سنة تمدد فيها حاكم وحاشيته بمفهوم سلطوي وتحديد ذاته بمنح {المكرمات }وضياع سلطة العقل {بالكونات} فضاع البلد .
من غير المعقول أن ظل تراوح هذه فضائيات بنفس لم يعد مقبول لدى شرائح كثيرة من المجتمع وتسهم في خلق مناخ لا يخدم المصالح العليا للبلد .. بعد افتضاح أمرها بشراء ذمم البسطاء والمتاجرة بمطالب ومشاعر الناس .. ضيقة الافق وتبعية عمياء...لا تدرك أهمية الجو الديمقراطي والانفتاح بعد الخروج من النظام الاستبدادي والمساهمة في خلق مجتمع ناهض ..أفضل من السوق في مهاترات ظلت ترواح في مكانها ومن السذاجة أن تقنع الناس بها رغم امتلاكها للمادة ..فصوت الساعة المسموع في التصدي الى التطرف ألناصبي والخيام السوداء المراد نصبها .
مقالات اخرى للكاتب