لم يكن الطريق طويلا الى السليمانية فتعدد صور الطبيعة وتغير الارض يعطي المسافر على متن الباصات السياحية المكيفه متعه لاحدود لها . اجرءات الدخول الى السليمانية لم تكن سهلة فعليك أحضار كفيل او شخص معرف او تحمل هوية صنف من الاصناف التي تستثمرها سلطة الاقليم .لكن مضيفنا كان بالانتظار وحمل هويات الاحوال المدنية بسرعه منطلقا الى ادارة التفتيش في بناياتة الجميلة الموظبة والتي تحوطها ساحات الانتظار المبلطة والواسعه والمخصصة لانتظار شاحنات الحمل وسيارات الركاب . والمزينة بالاعلام الكردية فيما اختفى العلم العراقي تماما حال وصولنا الى كركوك قادمين من بغداد.
جنود الاقليم ببشرتهم البيضاء ووجوهم المكتنزة باللون الاحمر يوحي اليك انك في بلاد غير العراق .كما أن هدوئهم ونبرة صوتهم الدافئة تخيل اليك انك في عوالم من الامن والسلام والطمأنينه .الاان لهجتهم الامرة وأنفتهم تخلق بونا شاسعا من اننا شعبين مختلفين .وأن لاشئ يجمعنا سوى اننا دكانيين نبيع النفط ونختلف على مدخولاته .وعلى الرغم من انني أنتمي لأصول عربية إلا أنني وجدت جل الكرد لايحملون مشاعر طيبة تجاه بلدهم وبالاخص العرب .الا ان تعاطفهم مع ابناء الجنوب واضح وملموس ربما لشعورهم من اننا مشتركون بمظلومية النظام البائد . فرغم ان اغلبهم يجيدون العربية الا انهم يترفعون عن التحدث بها معنا ’وعندما يتعلق الامر بدفع المال تنطلق ألسنتهم بلغة الارقام أفصح من سيبوية .
في طريقنا الى الفندق بهرت من سعة الشوارع وتعبيدها وجماليتها ومستوى الرقي والفخامة في المباني والمنشاءات .وتذكرت مدن الجنوب الطافية على بحار من البترول لما لاتكون بمستوى السليمانية وقصبات كردستان .وتذكرت قول لصديقي (جعفر الفيتر ) وقولة الشهير بأن مقياس رقي الامم من نوع سياراتها .حيث لم الحظ اي موديلات قديمة او بالية كما تعج بها مدن العراق الاخرى .أشارات المرور ولوحات الدلالة والتي تعمل بالطاقة الشمسيه تعمل بشكل جيد ورائع ورغم أنتشارها في طرق مقفرة وريفية الا ان لا احد يعبث بها فسلطة القانون تفرض هيبتها في ربوع كردستان وسلطة الاسايش ورهبتهم تفوق رهبة فدائيي صدام !!.وذكرني من يجلس جنبي من ان هندسة المرور في الناصرية وضعت لوحات للدلالة في مدخل المدينة ألا انها اختفت في الليل لتظهر بعد ايام عند باعة العتيك .
تقول الميثلوجيا العربية ان الكرد قوم من الجن بل ان لوقت قريب كان عامة المتدينون البسطاء يؤمنون ان الشعب الكردي ليس من البشر بل هم جن كشف عنهم الحجاب !! وتوقعت ان مصدر ه هذا جاء من بعض المعممين الصغار الذين يدسون انوفهم في كل شيء ويتقولون اشياء ما انزل العقل بها من سلطان ..لكني قررت البحث والتقصي فوجدت احاديث جعلتني فعلا اشعر بالاسى على البعض وممن يصدقون ترهات الكتب ..ففي كتاب الكافي يعتبر الاكراد نوعا من الجن وهم ليسوا ببشر ..فقد روى الكليني في الكافي عن ابى الربيع الشامي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام فقلت : ان عندنا قوما من الاكراد ، وانهم لا يزالون يجيئون بالبيع ، فنخالطهم ونبايعهم ؟ قال : يا ابا الربيع لا تخالطوهم ، فان الاكراد حى من أحياء الجن ، كشف الله تعالى عنهم الغطاء فلا تخالطوهم» (الكافي5/158).وهوحديث موضوع وغير مسند ولا اصل له .
استلقى محدثي (دلشاد )عل قفاة من الضحك وانا اروى له هذة التصورات عن الكرد وقال نعم (ليس رجال الكرد من الجن ..بل نسائنا ) تصور ان زوجتى أم كاوة تكشف كذبي وتعرف كل ألاعيبي مهما فعلت من تموية ونكران ..ضحكنا سويتا .واردف ابو كاوة قائلا ... ان عهود الظلم والاستعباد والقهر التي ذاقها الشعب الكردي وسياسية العزل والتعتيم على ثقافتنا وحضارتنا جعلت العالم شبة أمي بماضينا وحضارتنا وتراثنا .
يتبع...
مقالات اخرى للكاتب