العراق لن يتقدم ببناء جسر هنا او نفق هناك,او ترميم مدرسة تصل تكلفة ترميمها لسعر بنائها من جديد,لن يتقدم البلد والعقل مجمد محصور في اروقة الشكليات,وكماليات الاشياء. البلد لن ولم ينهض إلا بثورة صناعية شاملة وعارمة تبدأ بالإنسان وتركيبته ومكامن ضعفه وقوته لأجل الاستفادة منها وتسخيرها بالشكل الامثل,والقضاء على آفة الفساد والرشوة والانا التي تفتك بعمود الدولة منحدرة لأصغر مفصل فيها. البلد لن ولم يزدهر إلا بالتخلي عن حالة الحزبية الضيقة والمنفعة الشخصية التي تمارسها معظم احزابنا السياسية طمعاً منها بالمنصب تارة والمنافع الخاصة بأخرى,سلبيات..سلبيات ..سلبيات ..دون عناء العمل والبحث الجاد من اجل ابراز وإظهار ايجابية واحدة,من زمن سقوط الصنم والى الان,والبلد يتخبط بفوضى وعدم الادراك لمفهوم النظام والحكم ,وان وجدت الايجابيات فهي ضئيلة لا تقارن بحجم البلد ومكانته. مكانته التي لم يخطر ببال احد من الساسة مراعاتها والعمل على تبريز دورها اللائق بين الشعوب,كيف يبرز دور العراق والآفة تنخر بجسده البالي حد ألموت, كيف لك ان تنهض يا وطني وقد قطعت جميع اطرافك من خلاف,اين المعامل والمصانع الانتاجية,اين معامل الورق,اين معامل الحديد والصلب, اين معامل البترو كيماويات,اين معامل الاطارات,اين معامل الغزل والنسيج,اين معامل البلاستك والمطاط,اين معامل التعليب,كل تلك المعامل وغيرها اطلقت عليها رصاصة الرحمة عن قصد وتعمد واضح ولأهداف معروفة. بل اين الزراعة والعراق هو ارض السواد والخير,ونسبة الانتاج الزراعي لا تتجاوز الــ 6% في افضل الظروف,فالاستيراد يغزو العراق حتى بالخضروات,للأسف البلد عاجز بالفعل لا بالإمكان عن صناعة عود ثقاب واحد. تصور اخي القارئ الكريم لو استُخدِمت وَفُعِلْت كل تلك المعامل الانتاجية بكل طاقتها وإمكاناتها الانتاجية لسد احتياج السوق المحلية بالسلع؟ فهل يكفي افواج العاطلين لدينا لتشغيلها !! ام سنضطر الى استيراد الايدي العاملة من اجل سد النقص الذي سيحصل بالفعل,فكل محافظة ان وجد فيها ثلاث معامل انتاجية ستحتاج الى اكثر من 6 آلاف يد عاملة فيها,ناهيك عن المحافظات الصغيرة والزراعية التي يصل العدد فيها لأقل من ذلك بكثير. اذن كل الحلول موجودة والإمكانيات متوفرة,للنهوض بالبلد واستخراج خيراته ورفاهية ابناءه,لكن للأسف نفتقر للرؤية والنوايا الصادقة والسليمة,فالبناء يسير وقد لا يكلف الدولة قرش واحد ويستطيع القطاع الخاص من تولي كل تلك المصانع وتنميتها لكن ؟ ان حدث هذا ماذا بشأن قوافل المنتفعين ورؤوس اموالهم وعقاراتهم وتجارتهم التي اعتمدت على شل الاقتصاد الداخلي ولتسهيل نمو اموالهم التي لا تعد ولا تحصى,سيبقى العراق بانتظار الرجل المصلح النزيه القادر على تغيير الواقع وقلب الحال رأساً على عقب والى ان يأتي ذلك الرجل يجب علينا بناء النفس وتهذيبها من اجل التهيؤ لاستقباله بنفوس ضاحكة مستبشرة بالأمل والحياة.
مقالات اخرى للكاتب