(سوي خير وذب بالشط) مثل عراقي قديم يتداوله العراقيين على مختلف السنتهم ولكن لو تداولنا المثل بصورة اخرى ولنرى ماذا نرمي في شطنا العراقي المتمثل بدجلة والفرات وشط العرب وروافدهم والفروع المنبثقة منهن نرمي القناني الفارغة البلاستكية والفضلات ومدن ترمي ما تجمعه مجاريها من المياه الثقيلة وغيرها وترمى في الشط بدون معالجة ومياه البزل والمخلفات الصناعية والصحية ومخلفات المستشفيات ترمى في الانهر بدون رقيب او تأنيب ضمير وكانها خيرات نرميها في شواطئنا التي تغير لون مائها وطعمه الرقراق الى اجاج ذو رائحة كريهة وحتى الارهابيين تعلموا من هولاكوا وجنود التتار لرمي الاجساد المقطعة الرؤوس وكأنها خيرات اضافية ترمى الى ابناء الوطن واخيرا قناني وقواطي البيرة الفارغة ترمى من جسور بغداد وضفاف الانهر في المحافظات لاخفاء دليل السكر والتطهر من الالام الوطن المتعب بالشقاق والنفاق السياسي والاجتماعي والديني والاثني .
ان نظرة واحدة على مسيرة شواطئنا النازلة من الشمال نحو الجنوب ونرى التدرج اللوني والنوعي والعطري للمياه سنرى زيادة الخيرات الملقاة في شواطئنا ونسمع انين النهر واصوات الضفادع المضطهدة بتغير لونها من الاخضر الى الازرق والاسود بسبب التلوث البيئي والمخلفات الصناعية .
كانت شؤاطنا قبل ان نرمي خيراتنا فيها كانت مصدر الهام الشعراء والادباء ومتعة الجلوس على ضفافها متعة الفقراء ومهربهم من ظلم الحياة وكانت رسل لحمل امنيات امهاتنا واسلافنا عبر وضع الشموع على قطع الفلين او كرب النخيل لتطفؤ على النهر وياخذها الماء نحو الجنوب بانتظار بشائر الخير او لامنية نحاول تحقيقها عبر حوريات الانهر لتطمئن بها قلوب متعبة تبحث عن امل بتحقيقها.
ان انهارنا وشواطئنا تنادي وتقول كفو شركم عنا وما نريد خيراتكم وكافي تذوبون خير بالشط وضعوا الخير في انائه وحتى إذا فعلت الخير سيتهمك الناس بأن لك دوافع أنانية خفية وسينسجون عنك روايات ما انزل الله بها من سلطان ولكن على كل حال استمر في فعل الخير ولكن لا ترمي خيرك بالشط وان الخير الذي تفعله قد ينسى في قلوب الناس ولكن لا ترميه في الشط لان الشط لا ينسى الذكريات وسيكون محمل بالفضلات التي ستحول خيرك الى شر مستديم على البيئة والانسان عبر امراض وسرطانات متعددة وسيلعن النهر خيراتكم الملقية فيه عبر التاريخ.......
واخيرا بويه سوى خير بس لا ترموه في الشط وانما في سلة المهملات او ادفنوه في الارض بعلمية وتقنية بيئة حديثة وادفنوها في ارض النسيان بعيدا عن شواطئنا الجميلة لان هي ملاذنا الاخير.