مساكين نحن، نحن الذين عملنا في المعارضة المسلحة للبعث، فعلى ايامنا لم يكن النت ولا الفيسبوك ولا الواتس اب، وغيره من الرسوم المتحركة الالكترونية في الهاتف الذكي، بل كنا نستخدم الهاتف العسكري الذي يشحن بعتلة جانبية!.
كنا نقرأ في اوقات الاستراحة روايات عن النضال و نكتب عن البناء المتسلسل للدولة التي نطمح للعيش فيها بعد زوال العسكرية البعثية.
لم نكن نطمع باكثر من تقدير من الناس الذين سيلمسون فينا بقايا الم الفراق، وما ستتركه السنوات علينا من تراب الكفاح وربما كلامي هذا لا يفهمه الا القليل من اولئك الذين شاهدونا و عملنا معهم ايام الشرف ايام لم تكن الطائفة سببا للنزاع في تلك الوديان و الجبال المنيعة بوجه نفاق الدوائر وبوجه العقارات والتقارير الكيدية وتحريك المجموعة ضد الفرد.
عدنا، واخطأ بعض اصحابنا الذين كمن حج بيت الله ليعود مشحونا بطاقة غايتها فعل الخطا و الخطيئة، فعمدوا الى تقليد اسوا ما في نظام صدام من الميل نحو المتملقين، والسيطرة على المال وما يجلبه المال” وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت”ّ!.
وامام زحف التقنيات الالكترونية، ودخول الاتصال المحمول ونموه داخل الاسرة العراقية كولد ذكي جرى تبنيه ليكون الاذكى والاكثر تطلبا للشحن الكهربائي و المالي، ثم اطلاق الصوت في كل وقت بالكلام و الرسائل ثم الصورة و الفيلم، ليصبح شريكا بالمؤامرة و دليلا لفهم الكواليس من المكتب الى السرير، امام ذلك الزحف وقفنا مصدومين كمن لم يصدق ان هناك كائنات فضائية تعيش معنا في المجرة، فتواصلنا و قبلنا الادمان وضمنا نحن ان الله سيحاسبنا على التطور في وسيلة اخرى بعد الجوارح، هي الهاتف الذكي!.
الان نحن ندفع الثمن، ثمن القبول بما تحمسنا له سابقا، ولذا فنحن ننقاد لكل ما يكتب ويقال حيث سوح الحرب ضمن فضاء الالكترون السماسونكي و الايفوني مع الاعتذار و الاعتزاز ببقاء الماركات، واذا بنا وامام فهم المعلوماتية نتحول الى توابع لحمية فكرية للابن المتبنى منا واقصد الهاتف المحمول!.
الهاتف الذي تحول ابداعاته الى سبب رئيسي في توجيه الفهم و التصويت لفلان دون فلان، وتسيير وتصحيح مسار يراد لنا ان نفهم ان اعوج.
المهم في الامر، ان من لا هاتف له لا راي له، هكذا باتت تفهم الامور. ومن يعمر هاتفه بالارقام قد يصل الى مناصب لم يكن ليحلم بها على ايام الهاتف الارضي المسكين، ونحن و بكل تواضع من انصاره، من انصار الهاتف ذي القرص.
مقالات اخرى للكاتب