وأخيرا.. تحطمت إسطورة المثل الذي طالما نردده عن مقدرة المرأة على رفع شأن عظماء العالم ومفكريه ومبدعيه بالقول (( أن وراء كل عظيم إمرأة)!!
كنا نظن ان الابداع والإلهام والوصول الى قمم الحياة لكثير من الرجال الإعلام ، إنما وصلوا الى تلك المكانة بفضل (نساء) عظيمات كن وراءهم، وهن من اوصلوا الرجال الى تلك المنازل الرفيعة والمواقع المتقدمة في الحياة في مختلف مشاربها!!
لكن مبدعين كثيرين في شتى صنوف المعرفة في العصر الحديث، لم يتفقوا مع هذه المقولة، مشيرين الى ان إبداعات الكثير من المفكرين والعلماء وعظماء الأمة لم تكن بدافع من إمرأة، في انها كانت السبب في شهرة الرجال أو أنها أعلت مكانتهم ، وانما يعزونها في الأغلب الى (مهارات شخصية وقدرات ذاتية معرفية أو وراثية ) نمت في داخل شخصيات أؤلئك الرجال، ولا دخل لهم بأن كانت وراء إمرأة ، لكي يصلوا الى كل ماوصلوا اليه من مكانة ومجد ومواقع علمية او وظيفية مرموقة.
وعلى النقيض من ذلك فإن هناك من يرى الى ان (وراء كل تعيس إمرأة) ، ويشير البعض الى ان سلوكيات نساءهم ، وغيرتهن المفرطة او جهلن بأمور الحياة ربما تقلب الحياة رأسا على عقب، وتتحول الى (محطمة) للآمال والرغبات في الوصول الى المواقع المتقدمة، ونسمع عن قصص بعضها كانت فيها بعض النساء مثالا سيئا لمستقبل الرجال، وهن من أبقينهم كما يقولون في أدنى المواقع، وحرموهم من فرصة الظهور والنجاحات التي كانوا يتمنون الوصول اليها خلال سني حياتهم!!
وبين من يشير الى دور المرأة الكبير في هذا المجال، ومن يعطيها الأرجحية في وصول الكثير من الرجال الى أعلى المراحل ومختلف مواقع الوجاهة والشأن، ظهر آخرون من يحاول التقليل من أثر تلك المقولة، حتى ان ( البعض ) منهم يرفض أي دور لزوجاتهم او للمرأة عموما انها كانت السبب في إعلاء شأنهم او وصولهم الى مراحل متقدمة من ينابيع الابداع!!لكن نسف النظرية بالكامل من وجهة نظري ، هو خطأ بحد ذاته، إذ ان المرأة كانت على الدوام بالنسبة لكثير من الرجال رمز هيامهم وملهم ابداعهم حين حركت فيهم المشاعر الرجولية الجياشة وبخاصة أيام الصبا وبدايات سني الشباب، وهي لها الفضل في ان اثارت الدوافع الرجولية لكي تفعل فعلها للبعض ، وظهر منهم في عصور الجاهلية وما بعدها شعراء وكتاب وربما شجعت على إبداع علماء او اسهمت في ظهور ابداعهم من خلال جموحهم وشغفهم بالحسناوات والنساء اللواتي لهن حظ من المنزلة والمكانة والجمال الساحر الخلاب في وصول كثيرين الى منازل رفيعة، لكن هذا قد لايعني ان كل عظيم ارتقى سلالم المجد لم يكون بمقدوره الوصول الى تلك المراحل لولا هيامه بإمرأة او أنها ربما كانت زوجته ، في انها أسهمت بوصوله الى تلك المكانات المتقدمة في الحياة!!إن علماء النفس والاجتماع يشيرون دوما الى إن واحدا من أسباب ظهور معالم الابداع على انها كانت من ورائها (دوافع) أو (رغبات) او جينات وراثية لعبت دورا في بناء شخصيات أو شجعت او ساعدت في إنماء قيم كثيرة وبنت شخصيات متمكنة من نفسها، والمرأة كانت على الدوام هي (الدفع ) و ( الداينمو) الذي يحرك المشاعر والسلوك الرجولي نحو بلوغ معالم الذرى وسلالم المجد، لكي يظفر بحب فتاة حسناء او ممن وهبهن الله فتون الجمال وملامح الشخصية المحببة الى النفس الانسانية لكي يثير غريزتها ويلفت نظرها واهتمامها ويكسب ودها ، حتى اوصلن رجالا كثيرين الى منازل رفيعة، ماكان قد وصلوا اليها لولا هذا الاندفاع والرغبة في امتلاك نواصي المجد وارتقاء سلالم الصعود الى المنازل الرفيعة ومواقع الشهرة، ولهذا يبقى هناك أهمية لبعض النساء العظيمات في انهن كن من اوصلن رجالا كثيرين الى ما يحلمون به من مجد ومكانة!!
مقالات اخرى للكاتب