Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ويل لنا ان كان ماقاله محمد
الخميس, تشرين الثاني 21, 2013
بشرى الهلالي

 

محمد شاب في العشرينات من عمره.. يمتلئ حيوية ونشاطا.. جمعني به عمل منذ بضعة أشهر فأحببته كاخي الاصغر أو كإبن لي.. وهو يكن لي المحبة والاحترام. لم أتحدث معه في أمور تخص الدين أو الطائفة، وكونه يحب المرح فقد كنا نتبادل بعض النكات او التعليقات التي أصبحت الظائفية مادتها في السنوات الاخيرة، وبما اني لاأميل لجهة محددة فلم يعرف محمد الى أي طائفة أنتمي حتى أخبره أحد الزملاء بذلك قبل يومين في لحظة مرح أيضا. كان رد فعله مفاجئا جدا لي، كاد ان يفقد صوابه وهو يكتشف ان المرأة التي يعمل معها منذ أشهر هي بمثابة عدوة له، كونها من طائفة أخرى. بين الضحك والألم حاولت ان أشرح لمحمد بأننا جميعا في نفس المركب وان الغبن والتهميش الذي يتعرض له السنة كما يظن، هو نفسه واقع على الشيعة، فمن يتمتع بالامتيازات هم طبقة معينة من الشيعة، وهناك الكثير الكثير منهم ممن يعاني الحرمان والفقر والملاحقة.
 قال لي: انتم سلطة، وأية سلطة أمتلكها أنا وأمثالي ممن نجري خلف لقمة العيش ونقاتل للحصول على أبسط الحقوق؟ لكني شعرت كمن يحاول ليّ الحديد بيد خالية. 
كنت في الصف الخامس الابتدائي حينها، طالبة في مدرسة في محافظة كربلاء المقدسة ذات الصبغة الشيعية،  وليس فقط الأغلبية الشيعية. سالتني احدى زميلاتي: هل انت شيعية ام سنية؟ لم اعرف الجواب. عدت الى البيت لأسأل والدتي عن معنى ذلك، وبّختني قائلة: كلنا اسلام يمه، لكنها أوضحت لي معنى ذلك.
 وفي نهاية الثمانينات، عندما كان البلد منهكا، يخوض حربا مع ايران- الدولة الشيعية- التي تحارب نظاما – سنيا- كانت همومنا واحلامنا نحن شباب الجامعة تنحصر في الحرب والمستقبل والعمل والحرية و و.. انتهت الحرب وغادرنا الجامعة ولم نعرف هوية بعض زملاؤنا وزميلاتنا الطائفية. ويعرف الجميع ان الحرب العراقية الايرانية ابتلعت الاف الشباب سنة وشيعة ومسيح وصابئة حتى تساءل بعضهم: هل كانت حربه حقا، ام هي حرب الوطن؟
لم ابتعد عن البلد خلال سنوات الحرب الطائفية الماضية، بل عشت كل تفاصيلها وتعرضت للخطر اكثر من مرة شاني شأن كل من آثر البقاء في بغداد -على وجه الخصوص- مختارا او مرغما. سمعت الكثير من القصص والروايات، وشاهدت وقرأت آلاف الاخبار في الصحف والقنوات عن مقتل شيعة على يد تكفيريين ومقتل سنة على يد ميليشيات وعمليات خطف وتهجير.. اعرف كل ذلك، لكني كنت دوما على قناعة بان الفتنة الطائفية كانت تثار في تصريحات السياسيين الذين زرعوها بأحقادهم ومصالحهم الخاصة وجندوا مقاتليهم ليحارب بعضهم بعضا، حيث ان لكل برلماني ميليشيا (كما ذكر رئيس الوزراء يوما في خطابه امام البرلمان وهو يهدد ويعد بكشف الاوراق). 
 نعم هذا ماكنت اظنه، وكنت أرفض تماما أي رأي يتّهم عامة الشعب بالطائفية، فكيف لي ان أكره جاري او صديقتي او زوج أختي واولادها؟ حتى جاء هذا اليوم الذي تغيرت فيه ملامح محمد من حب الى قلق ونفور، فأدركت إن ماقاله حقيقة ماكنت أدركها تماما.
 اذا كان محمد ابن العشرينات يمثل جيلا حاقدا من هذه الطائفة، يقابله جيلا حاقدا من الطائفة الأخرى، فكيف سيكون مستقبل هذا البلد؟ ويل لنا ان كانت هذه هي الحقيقة، فأمثال محمد سينجبون جيلا ليزرعوا فيه الفتنة؟؟ فهل انتقلت الحرب الطائفية من الشارع الى رؤوس الشباب لتغتال احلامهم وتستقر مكانها؟ ويلكم من ساسة ورجال دين، كيف سوّلت لكم أنفسكم سلب أحلام وحياة محمد وجيله وأي عار سيلاحق تأريخكم وقد مزقتم أمة كانت تقتات على الحب؟

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45196
Total : 101