لي زميل شاب حباه الله بالكثير.. فهو يمتلك من الوسامة والشهادة العليا والوظيفة المناسبة والعائلة الكريمة والوضع المادي المريح مايجعله مطمع لمعظم الفتيات، وهو لايبخل على نفسه بشئ فيعيش حياته مستمتعا بأفضل الملابس وبكل أنواع العلاقات الاجتماعية والسفر، هذا فضلا عن كونه يهتم بثقافته ويتميز باسلوب لبق وصوت رخيم يمكنه من إيقاع أية فتاة في غرامه. وزميلي هذا لايبذل جهدا في اقناع الفتاة، يكفي منه نظرة تقابلها ابتسامة ليضع رقم هاتفه بين يديها، فان اتصلت فتكون هي البادئ، وان لم تفعل فهو يمتلك من الكبرياء مايمنعه من طلب ود فتاة. وهكذا وجد نفسه سلطان زمانه الذي تحيط به عدة فتيات فكان يجمع بين ثلاث او اربع علاقات في وقت واحد. لكن سعادة هذا السلطان مالبثت إن تعكر صفوها إثر إعجابه بفتاة، وكعادته كان يتوقع أن تقع هذه الفتاة في حبه كالأخريات، لكنه إنتظر طويلا دون جدوى، وعندما قرر أن يكسر القاعدة ويبادر هو الى مصارحتها، واجهته برفضها متهمة إياه بتعدد العلاقات وإنه ليس أهلا للثقة، فزاد تعلقه بالفتاة، وطلب يدها للزواج، لكنها أيضا رفضت لمعرفتها الجيدة به وبصيته الذائع بين الناس في مجال العلاقات النسائية. وهكذا ظلت علاقته مع هذه الفتاة بين مد وجزر، ترضى عنه فترة لتتراجع بعدها وتنقطع عنه حتى كاد يجن لكثرة ماشهده منها من تقلبات في الرأي والمشاعر. وكان كثيرا مايشكو لي مايعتبره هما كبيرا، فنصحته بأن يبتعد عن هذه الفتاة فهي أما أن تكون شابة محترمة وتخشى الوقوع ضحية شباكه، أو فتاة ذكية لعوب تريد ايقاعه في شر اعماله، وان كان فعلا ينوي الزواج منها فعليه أن يعرف إن كانت تحبه فعلا و تقبل الزواج به، أو يبتعد كل منهما عن الآخر . وماهي الا اسابيع حتى إتصل بي وهو يكاد يطير فرحا لأن الفتاة أخيرا صارحته بحبها ورضيت الزواج به بعد إن إطمأنت الى رغبته الصادقة بالاقتران بها وقراره بانهاء كل العلاقات النسائية في حياته. حتى الآن، كل شئ يبدو طبيعيا، لكن ماهو غير طبيعي، إن زميلي جاء بعد يومين فقط من بداية علاقته الجادة مع هذه الفتاة ليخبرني بانه لم يعد يريدها. دهشت مما قال وسألته إن كان قد إكتشف بها عيب معين، فأجاب: لا إنها فتا ممتازة ومناسبة ومن عائلة كريمة، لكني شعرت بأن رغبتي بها قد انتهت فور موافقتها على طلبي واعلانها حقيقة مشاعرها!!! والغريب إنه كان يتساءل عن السبب الذي جعل حبه المجنون لها والذي أرقه لأشهر ينطفئ بهذه السرعة. قلت له بكل بساطة: بان السبب هو في انها أصبحت في متناول يده ولم تعد أمرا مستحيلا، فالمرأة وإن كانت صادقة في مشاعرها، الا انها تكون (سهلة) عندما تكشف وتهب مشاعرها وحياتها لرجل، وتكون (عزيزة) فقط عندما (تتعزز) أو يصعب الوصول اليها الا بجهد جهيد، فعديد من الرجال يرغب بالمرأة المستحيلة التي يصعب الوصول اليها سواءا كانت صادقة أو كاذبة.. لايهم، كل مايهم هو قناعته بأنها ممنوع من اللمس..