من ليالى صيف عام 2003 كنت بصحبة احد الاصدقاء العائد توا من المنافى بعد غيبه تجاوزت الخامسه والعشرين عاما.. كنا نفترش حديقة منزله وكان حديثنا يدور حول الاوضاع فى العراق بعد سقوط النظام وما سوف تأول اليه الامور والاحداث بعد ذالك
وكان موضوع إيران وموقفها من التغيير هو المهيمن على دائرة الحديث كان محدثي قلق جدا من الجار اللدود وهو الذي عاش تجربة أكثر من خمسة عشره سنه قريبا من السلطة هناك . يعرف كثيرا من الخفايا وطموحات الطرف الآخر بل مايدور فى دهاليز صناعة القرار فى ايران .. !!
فى تلك اللحظه ارتفع رنين صوت هاتف الثريا والذى كان بحوزة صديقى .. كان فى الطرف الاخر من كان يتحدث الفارسيه والتى لا افقه منها أى شيأ الا كلمة ( بدر سخته !!! ) والتى كنت انعت بها اصدقائى من الجاليه الايرانيه كلما خاصمتهم والذين كانوا يقطنون فى محلة باب الخان فى كربلاء فى منتصف ستينات القرن الماضى !!
كنت امقتهم لآنهم كثيرا ماكنوا يشبعونى بسطا وضربا حين اعرض عليهم صوره كاركاتوريه للشاه كان قد نشرت فى مجله الصياد اللبنانيه فى بداية السبعينات القرن الماضى !!!
بينما هم كانوا يتباهون بصور العائله البهلويه التى كانت تزين كتبهم ودفاترهم المدرسيه وهم يقولون ... انظر كيف هم جميلون ابناء شاهنا !!!
بينما كنت اكتفى بعرض صورة لجمال عبد الناصر .. وانا اقول لهم ... هذا رئيسا الذى سوف يقضى على شاهكم !!!
ومن سخرية القدر ان يدفن الشاه بجوار قبر عبد الناصر بأرض الكنانه بعد عقود من السنين!!!
انهى صاحبى النداء الهاتفى والتفت لى قائلا ... سوف يزورنا بعد ايام صديق قادم من ايران يصعب عليك ان تفارقه بعد ان تتعرف عليه !!
تسائلت من هو ؟؟
قال سوف تعرفه حين يصل الينا !!
قلت .. ايرانى ؟؟
اجاب نعم !!
من ؟؟
قال .... انه حسين الخمينى !!
قلت ايرنى وفوق كل هذا حفيد (خمينى ) ... ماحن فارسى على عربى قط ورب الكعبه !!
ابتسم صاحبى وهو يربت على كتفى .. سوف نرى
فى صباح يوما حزيرانى كانت فيه درجة الحراره تجاوزت الخمسون درجه فى الظل !!
فكيف الحال عندما تكون تحت سقف السماء واشعة الشمس تتنزل عليك بذوائب من نار ؟؟
وكيف سيكون حالك وانت فى رابعة الظهيره ؟؟!!
جاء احدهم ليخبرنى ان ضيوفا غرباء وصلوا توا وهم ينتظرون عند باب الدار ؟؟؟
قلت فى سرى انهم ولا غير سواهم .... اسرعت الى الخارج فوجدت ضيوفنا وهم يستدرون بظل شجره قرب الباب يتصببون عرقا .. كانوا ثلاثا .. واكثرهم تميزا رجل قصير القامه سمينا مكتنز شعره يغطى اذنيه ضخم الرأس ويحمل الشبه الكبير من ( خمينى ) !!
انه حسين الخمينى اذ لم يخنى حدسى
رحبت بهم وانا اقودهم الى داخل الدار .. التفت لى حسين الخمينى ونادانى بلهجه عراقيه ذات لكنه نجفيه
انته سيد ناصر ؟؟؟ !!!
اصابتنى الدهشه وانا استمع اليه .... بعد ان ضننت انه لا يفقه من اللغه العربيه شيأ
تسائلت فى داخلى .............. هل ارد عليه بالفارسى والتى لا اعرف منها غير كلمة ( بدر سخته ) !!؟؟
وللحديث بقيه