الوضع تحت السيطرة.. عبارة منمقة يرددها يوميا, الناطق بأسم عمليات بغداد.. وألاف العراقيين الابرياء يودعون ذويهم شهريا.. الوضع تحت السيطرة , والانتحاريون يتجاوزون السيطرات المؤتلفة من الشرطة والمجهزة بالسونرات ..الوضع تحت السيطرة , والسيارات المفخخة تدخل بيوتنا وتصطاد أحبتنا ونحن نردد لا حول ولا قوة ألا بالله.. الوضع تحت السيطرة, وسجوننا التي تؤي الارهابيين مفتوحة على مصاريعها ,وفي كل يوم نسمع هروبهم وأشتراكهم في عمليات أخرى.. الوضع تحت السيطرة..وهناك من يحرس هؤلاء الارهابيين تباع ضمائرهم بأبخس الاثمان ..الوضع تحت السيطرة وداعش قاب قوسين أو أدنى من أن تكون ضيفا ثقيلا في بيوتنا..
كان الناطق السابق قاسم الموسوي وهو اليوم ينعم بالهدوء , بعد أن لجأ الى أستراليا, كان يردد نفس العبارة ويوهم قادته الذين يختبئون في بروج مشيدة , (تمت السيطرة على الوضع) ولكن بعد أن يحصد الانتحاري رقاب العراقيين ويمزق أشلائهم وينشر دمائهم على الحيطان.. لا أدري ,الى متى يبقى الوضع تحت السيطرة , وهناك الفاشلون المنتفعون من هذا الوضع المأساوي يقبعون في أماكن لا تتناسب وخبراتهم العسكرية حيث تباع المناصب وتشترى في ظل فساد نخر الجسد العراقي وسار في دمه..
لو أردنا أن ندقق في الحصيلة النهائية لارقام قتلانا , من الايام الاولى لتحرير العراق من براثن الدكتاتورية وقدوم الديمقراطية التي لم نتذوق طعمها لحد اليوم, لخرجنا بحصيلة التفوق على بلد المليون شهيد..ذلك أننا لم نعد الذين أختلطت أجسادهم بالنفايات ولا الذين قطعوا الى أوصال أو الذين دفنوا في مقابر جماعية.. وشاهدي على ذلك, أن في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف مقبرة للذين دفنوا ولا أسماء لهم وبعضها لا وجوه لهم..
نحن بحاجة فعلية , وبعد عشر سنوات من هذا المسلسل الدموي , أن نضع حلولا ناجعة تحمي الانسان العراقي من مذبحة القتل اليومي , وأن نضع العراقي المناسب في المكان المناسب , وأن نكون أكثر وعيا من كل المؤامرات التي تحاك ضد هذا الشعب من خلال توحد أبنائه ومواجهة خطابات الفتن داخليا وخارجيا بعيدا عن التحزب والمذهبية التي لا توصلنا الى شئ ..والوضع لا يزال تحت السيطرة..وما خفي كان أعظم
مقالات اخرى للكاتب