يتبادرالى الأذهان ان المرأة قد أخذت المبادرة من الرجل ،فمن الحجر وتقييد الحريات وزمن الجواري الى الدخول في عالم السياسة والحياة العامة بقوة وبالتالي وضع فروض وقوانين خاصة بها ،مثل الكوتة النسائية التي تجيز لها الحصول على مقاعد في المجالس النيابية منافسة للرجل وأحقيتها في شغل أي منصب سياسي أو إداري، واليوم نرى تأثير ذلك واضحا ً في توالي مناسبتين للمرأة الأولى عيد المرأة في الثامن من اذار والثانية عيد الأم متزامن مع أعياد الربيع، ومن يدري ماهي المفاجأت الجديدة .
عيد الأم :
وجد المفكرون في الغرب ان الأم الذي تقدم كل شئ لأبنائها وعائلتها تكاد لايتذكرها أحد ،وحتى هي شخصيا ً تكاد تهمل الأهتمام بما يخصها بسبب درجة إهتمامها بعائلتها ولهذا فضلوا ان يكون هناك يوم سنوي يتركز فيه الأهتمام على الأم عرفانا ً بخدماتها الجليلة وايثارها ابناءها على نفسها ،وهو يختلف من بلد الى آخر ولكنه يتشابه في المغزى والهدف .
ويعتبريوم 21 آذار هو يوم الأم في العالم العربي ،والذي يتزامن مع الأحتفال بعيد الربيع ،ويعتقد ان الصحفي المصري علي أمين هو أول من نادى بتخصيص يوم للأم في العالم العربي أسوة ببلاد الغرب .
المرأة حديدية في البيت :
يتحدث الكثير من الأزواج عن نظام تحكم للمرأة تحد فيه من الحرية الشخصية للزوج ويشتمل على ضبط مواعيد الخروج والعودة ووجوب تقديم قائمة الأصدقاء الذين يلتقي بهم ،ووضع مراقبين غير مباشرين للأبلاغ عن أي لقاءات مع نساء ، وتقديم مبررات وأسباب أي تأخير خارج المنزل ، وقد أضيفت قيود حديثة نتيجة للتطورالتكنلوجي الحاصل على الحياة ، مثل كشف الصفحات الشخصية للزوج على الفيس بوك والمواقع الألكترونية الأخرى ،وكل هذا هو غير متطلبات البيت الأعتيادية من ملبس ومأكل ،وقد يتصور من يستمع الى كل ذلك ان الرجل قد يخرج قريبا ً في مظاهرات مطالبا ً بأطلاق بعضا ً من حريته الشخصية !
الحقيقة غير هذا :
الواقع في أغلب البلدان العربية هو ان المرأة لايزال أمامها الكثير لتحصل على حريتها مثل ما هوعليه حال الرجل ، ويعتمد ذلك كثيرا ً على التقدم في التعليم خاصة ورفع المستوى الثقافي والمعيشي للمجتمع ،وهذا لايزال بعيد المنال في العالم العربي الذي ينتشر فيه الجهل والفقر ،وتعيش دوله ازمات متعددة وبالتالي ظلت غير قادرة على النهوض بالمجتمع الى حال أفضل ،كما ان أغلب ثورات العرب القريبة أصبحت ورقة في مهب الريح لم يحصد منها العرب سوى القتل وتخريب البنى التحتية والأحتراب الداخلي وضياع الرؤى .
مقالات اخرى للكاتب