هناك مشكلة انسانية يتعرض لها كثير من الناس من خلال عدم الاهتمام بالاولويات في حياتهم الانسانية فينشغلون في امور ثانوية لا قيمة لها كما عند كثير من الناس بالاخص الشباب في العالم بانشغالهم في كرة القدم كثيرا بصورة مبالغة فيها بحيث يؤدي بهم الى ترك كثير من الامور المهمة في الحياة فنجد جل حديثهم واهتماماتهم ينصب في فوز فريق معين وتشجيع فريق معين اخر وقد تصل في بعض الاحيان تلك المبالغات الى الاعتداء على كثير من الناس كما هو معروف بحدوث اصدامات بين المشجعين والذي قد تسبب مقتل بعض الناس جراء الاصدامات فهذا الاهتمام المبالغ فيه يكشف عن شخصية أي انسان لان أي شخصية تقاس على نوعية اهتمامتها فالعظماء في التاريخ كما في الانبياء نجد الاولوية عندهم هو ضرورة اتخاد موقف ايجابي نحو الله تعالى وهذا يعبر اعلى مراحل النضوج البشري بينما قد نجد بعض المصلحين كما هو الحال عند بوذا حين سئل عن موقفه اتجاه الله تعالى قال انه منشغل بامور اكثر اهمية وهي تربية الناس على القيم الاخلاقية وهذا يعبر عن السذاجة لان موقفه هذا يعبر عن الموقف المتردد الذي لا يحدد له موقف في الحياة اتجاه اهم قضية في الحياة . ويقال اذا اردت ان تعرض عبقرية الرجل فانظر الى سؤاله واذا اردت ان تعرف عظمة الرجل فانظر الى جوابه ويمكن ان يقال اذا اردت ان تعرف مدى قوة وضعف شخصية أي شخص فانظر الى اهتمامته في الحياة فعلى نوعية الاهتمامات يمكن معرفة هذا الشخص او ذاك هل انه ذو شخصية انسانية لها وزن في الحياة او ليس لها وزن ؟ فالاهتمام هو تعبير بما هو مكنون في داخل النفس من قوة او ضعف او مدى توجه النفس نحو الملذات والشهوات او الفضائل او توجهها نحو الدنيا او الاخرة او توجهها نحو السمو والكمال والرفعة او نحو الانحطاط والسقوط وان تعبيرات او نوعية كلام أي شخص يكشف عن شخصية الرجل ومدى عمقه او سذاجه . وان بعض الاباء والامهات تقاس مدى تحملهم مسؤوليتهم الابوية على نوعية اهتماهم فاذا التجو نحو خدمة ذواتهم بصورة مبالغ فيها سوف نجد فقدان اهتمامهم بابناءهم وهذا مما يجعل انشغالهم بامور تافهة اما الاباء او الامهات العظماء فيضحون بكل شيء والاستغناء على كثير من الاشياء لاجل تربية وتعليم ابنائهم عن المثل والقيم والمبادى العليا وان ما نجد من تفكك بعض القيم في حياة المجتمع هو تعبير على هشاشة البعض من الاباء والامهات ومدى قوة توجهاتهم المادية على حساب القيم والمبادى العليا لذلك ما يعانيه المجتمع من متاعب تعود على مدى ضعف القيم في نفوس الابناء لذلك كان توجه بعض الدول من تخصيص مبالغ ضخمة في الميزانية في جانب التربية واالتعليم لان تقدم وتطور وازدهار أي بلد لا يتم الا من خلال التربية والتعليم وليس التعليم مجرد بناء مدارس بل بناء القيم والمثل في نفوس الطلاب ونجد مع الاسف ان مستو ى كثير من الطلاب في بعض البلدان العربية ضعيف في الجوانب العلمية بسبب التخلف في الجانب االتربوي والتعليمي فهل يعقل ان هناك المئات من البحوث تباع للطلبة قبل التخرج من الجامعة ؟ مع العلم ان هناك جهات لا بد ان تكون منتبة الى هذه الظاهرة التي تضعف الجانب التعلمي والتربوي . وان تقدم وتطور او تخلف أي بلد تقاس بقوة او ضعف المنظومة التربوية والتعليمية وبمدى مستوى تقدم او تخلف الجانب الاداري والقانوني وبمدى اتساع او ضيق الفساد المالي والاداري وعلى الانسجام بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية وبمدى تقدم و تطور او تخلف المواصلات والنقل وكل هذه الامور وغيرها امور ضرورية يجب توفيرها لاي تقدم او تطور وذلك يتطلب تحديد الاولويات في أي نهوض اقتصادي ويقاس عبقري أي صاحب سلطة على مدى اهتمامه ومعرفته بالاولويات والذي يجهل الاولويات يكون جاهلا بكل شيء .
مقالات اخرى للكاتب