المراقب السياسي للوضع الحالي في العراق لايمكن ان يغفل امور قد تكون غير واضحة للكثير من الناس ولكنها واضحة وضوح اشعة الشمس اذا كان السيد مقتدى الصدر لاعب أساسي فيها !
وكل الاحداث تشير ان مقتدى الصدر لايكاد يستقر على رأي وكنا نتوقع ان يغيير من استراتيجيته بين يوم واخر . وفعلا تم ذلك بعد الضغوط التي تمارس في كل مرة على مقتدى الصدر من أجل وضع حل وسط وإرباك الخصوم .
مقتدى الصدر وضع السيد نوري المالكي نصب عينيه وجعله شماعة علق عليها كل اخطاء الماضي . وكأن الصدر وتياره لايخلو من الاخطاء والمشاكل الكثيرة .
كان الاحرى على سيد مقتدى ان ينظر الى نفسه قبل غيره ليعرف تياره ماذا فعل من جرائم بإسم جيش المهدي وكم ارتكب من حماقات بحق المدنيين والعسكريين !
ونحن هنا لانريد ان نفتح الدفاتر القديمة ولكنها الحقيقة . ولست متشائما بقدر الاحباط الذي يجعل المواطن العراقي لايستقر على رأي أو قرار .
فأنت تجد مقتدى الصدر يصرح ويعلن انه مع المعتصمين في مجلس النواب ويعطي الصلاحيات لنوابه بما يرونه مناسب لإقالة الرئاسات الثلاث !
ولكنه ينقلب على نفسه وعلى الاخرين بقرار ثاني ويغيير من رأيه ويجمد كتلته ثاني يوم بشكل مفاجيء ويطلب من المعتصمين التابعين له الانسحاب من البرلمان !!!
وهذه ليست سياسة بالمرة ولايمكن ان تكون قرارات سيد مقتدى مدروسة وحكيمة !
فهو من بابا يحرج أتباعه ونوابه الذين قالوا نحن لاعلاقة لنا بتيار الاحرار بقدر مانريد أن نمثل الشعب العراقي ونحصل على حقوقه ونكمل الاصلاح .
هذا ماسمعناه من عواد العوادي وحاكم الزاملي وغيرهم قبل أيام في البرلمان .
وقد وجه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الأربعاء بـ ( تجميد ) كتلة الأحرار لحين انعقاد جلسة التصويت على الكابينة الوزارية الموسومة بـ (التكنوقراط المستقل ) فيما دعا النواب ( الوطنيين الأخيار ) إلى الانسحاب من الاعتصام داخل البرلمان وعدم انخراطهم بـ ( المهاترات ) السياسية !!!
ولاندري أي مهاترات هذه التي يتحدث عنها مقتدى الصدر ؟ وأي انتقام ؟!
أنتم تشاهدون وتسمعون كل بيان أو تصريح لمقتدى الصدر يربطه بالمالكي !!!
ونحن نقول لسيد مقتدى ليس من الانصاف والعدل والحكمة ان تنجرف الى هاوية سحيقة لاتبقي ولاتذر . ولسنا بصدد المناكفات والمماحكات . نحن هنا نضع النقاط على الحروف ونحاول لم الشمل وتصحيح الاخطاء والقضاء على المحاصصة !
الشعب العراقي يتطلع الى المعتصمين في البرلمان العراقي بعين الاعتبار .
وهو ينتظر كل يوم انفراج قريب بسبب شرعية المعتصمين وقوة إرادتهم وإصرارهم على محاكمة الفاسدين وتغيير الواقع المر الذي دمر العراق .
الشعب العراقي لايقبل ان تهاجم الوزارت والالتفاف عليها وفرض طوق عليها والدخول اليها ياسيد مقتدى الصدر ثم مطالبة أتباعك الوزارة بالاستسلام أو قبل ان تحقن الدماء ويحدث ما لاتحمد عقباه . فهل هذا هو المنطق وهذه هي الثورة ؟!
ثم ماعلاقة نوري المالكي بكل ما يحدث ؟ لماذا تنهزم من الضغوط والتعثر الذي تقع به وترميه على نوري المالكي ؟ لماذا في كل بيان أو تصريح إدانة للمالكي ؟!
أنت اليوم ياسيد مقتدى أثلجت قلب عمار الحكيم وكل المناوئين والرافضين للإصلاحات والقضاء على الفاسدين وممن يريدون الاستمرار على المحاصصة !
اليوم أعطيت الضوء الاخضر لكل حيتان العراق على التعاضد ضد المعتصمين !
اليكم أحدث تسجيل لهذا اليوم وهي تمثل قنبلة فجرها بكلامه الذي يكشف لكم حجم الجريمة والخداع والتضليل الذي مارسه نواب التيار الصدري بحق المعتصمين والشعب العراقي . ليس هذا وحسب وإنما شاهدوا ماذا يقول هذا النائب عن التيار الصدري في اخر الكلام انه يقول يجب ان تكون الجلسة برئاسة سليم الجبوري :
https://www.youtube.com/watch?v=P126eAJsgz8
لماذا هذا الكذب وهذا الانسحاب المفاجيء من البرلمان بعد ان نضجت إقالة الرئاسات الثلاث ؟ لماذا خدعتم الشعب العراقي بإنكم لستم مع أحزابكم وإنما مع الشعب ؟!
أليس هذا ضحك على الذقون ؟ ماذا تسمون هذا الانسحاب المخزي لكم ؟!
واليكم هذا الرابط الاخر الذي اقتحم فيه تيار مقتدى الصدر واتباعه وزارة العدل وسط بغداد مطالبين بإقالة الوزير وفي حالة عدم حدوث ذلك فإن الجماهير على حد قول المتحدث في الفيديو سوف يقتحمون الوزارة كما نشرته المسلة !!!
https://www.youtube.com/watch?v=9puuDz2HqLk
فهل هذا هو الاصلاح ياسيد مقتدى ؟ هل بهذه الطريقة يتم تهديد الوزير والوزارة ؟!
أم يتم ذلك بالطرق الصحيحة وعبر البرلمان العراقي في مجلس النواب وعبر الطرق الرسمية والشرعية والقانونية ؟
بهذه الطريقة ياسيد مقتدى جعلت البعض من كتلة اتحاد القوى وأعداء العراق في داخل وخارج العراق يتنفسون الصعداء ويصفقون لكم ويهللون فرحا لأنك أنقذتهم !!
وبهذه الطريقة أطلقت رصاصة الرحمة على الاصلاحات برمتها والقضاء على المحاصصة . وأنت اليوم تكرس لحكم الزعامات والوراثات مرة أخرى .
وندعو من الله العلي القدير ان ينصر المعتصمين في البرلمان العراقي ويقوي شوكتهم ويحميهم من الاعداء والفرقاء والحاقدين والناكصين بحق محمد وآل محمد .
مقالات اخرى للكاتب
