وهل لي ياسيدي المبجل بتراب الزنزانة الموحشة أن أتجاوز السرمد لاعود إلى الأمد غارقا في هول شعاع يحمل أول ضوء بكينونة التاريخ...لهذا المولود الوعد الكائن الأوحد والذبح العظيم والسجين المسموم على ثرى بقعة من بلادي وان استحي حتى لمجرد اسطر كتبتها في الغربه والملايين من اهلي يوقدون هذه الليلة شموعهم عند جسد ممدد على الجسر فارق الروح قبل الف ونيف عن خلاص ببركة ضحية مغدورة رفعت يدها للسماء في لعنة المتخاذلين والناكثين والظلمة وما أكثرهم بالأمس واليوم سيدي يارسول السلام وأميرالمحبة ورمز الأحرار في المعتقلات .
الى الان لازال جسدك ممدا طريحا على الجسر سيدي اما نحن فقد ضيعنا هويه الانتماء واضعنا الدرب لاننا توجهنا نحو قصر الخليفه ... لاضريح الشهاده...
الحريه..اسم يقترن بموسى
اتراني مغاليا حين لا أرى في كل ثورة على الأرض بعض من روحك .. وفي كل قيد كسرته الاراده الحره الا دما نافرا من معصميك ....وفي كل بيان سياسي شريف قبسا من ندائك في تلك الظهيرة وأنت واقف تحت الجسر تستقبل الفا من زائريك وتضمهم الى صدرك تمسح عنهم الطين والرمل وتجفف عرقهم وتضمد جراحهم وتبكي .
ام انك هكذا خلقت حرفا في أول بيان يساري للسجناء الأحرار ووقفة ضد الطاغوت والتجبر واراك في جموع المتظاهرين وقبلهم وفيهم سيدي حفيد أمير السلام والمحبة والعدل .
قف معنا اليوم واعد الضمير في قلب الساسه والوطن في فكر الشعب والوحده بين المتصارعين وارفع هاماتنا كمنائرك الذهبيه فقد تعبنا وضيعنا وتهنا... اعدنا الى اوطاننا قبل ان نموت في غربتنا يا ابن الغرباء لاننا اكتشفنا ان حبنا للعراق كان من طرف واحد وانه يرفض عودتنا الا في توابيت .
سلاما على شمس بغداد وبيرغ الحريه
د. عزيز الدفاعي