انتصر الرسول الاعظم (ص) في معارك وخسر معركة احد ، لماذا لم ينتصر في معركة احد ؟؟؟ الجواب ببساطة " ابى الله ان تجري الامور الا باسبابها " ، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل !!! لماذا فصل الباري القوة عن رباط الخيل ؟؟ لعلنا نستوحي ان احد صور التفسير ان القوة المرادة هنا هي الامور المعنوية والتي من اهمها هي مجتمع تسود فيه العدالة ، لماذا كشف الرسول الاعظم بطنه طالبا من احد الناس الاقتصاص منه لادعاء الرجل بان الرسول ضربه بالعصا اثناء قيادته للدابة ودون قصد ومعرفة ؟؟؟ ، صدح الرسول الاعظم لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ؟؟ لماذا ، وقف علي بن ابي طالب مع خصمه اليهودي امام القضاء على حد سواء وهو رئيس البلاد وقائدها !!! ، وفي صورة اخرى استاء من عمر بن الخطاب حينما كناه ولم يكني خصمه امام دكة القضاء التي كان قاضيها رئيس دولة المسلمين عمر بن الخطاب !!! ، جلد عمر بن الخطاب ابنه اقامة للحد !!!....
لماذا كل هذا ؟؟؟ من هو المقدس في هذه الصور ؟؟؟ اليس هو القانون الذي يحكم ويطال الوضيع والشريف والسيد والعبد على حد سواء ، اليس هذه الصور هي التي جعلت الاسلام ينتصر ؟؟ ، اليست قوة الاسلام السحرية هي العدالة ؟؟؟ ، الم تفرد مدرسة اهل البيت صفة العدالة لتجعلها احد اصول الدين وقدمتها على النبوة والامامة والمعاد ولم يسبقها الا التوحيد ؟؟؟ وهل افرادها الا ادراكا بعظمة العدالة التي هي غاية البشرية وقوانين السماء وسنة الكون ، هل انتصر الانبياء معنويا او ماديا الا بالعدالة.....
وهكذا نحن العربان رمينا العدالة خلف ظهورنا وجعلنا القانون تحت اقدام المسؤول والشيخ والسيد دون عباد الله فحاق بنا ما ان لو لم نعايشه لقلنا حديث خرافة واساطير الاولين ، والا كيف نقنع بان تأتي شراذم من شتات الارض وتحتل ارضا مقدسة لجميع المسلمين وكل يوم تذيقنا هذه الشراذم الويلات والاهانات ، اليس حديث خرافة لو قيل لنا ان شراذم بني صهيون اجتمعوا كعصابة اذلت واستباحت ارضنا المقدسة وفي كل معركة بيننا وبينهم نولي الادبار ونهزم رغم العدة والعدد ، ولولا معركة يتيمة جادت بها فتية وانتصرت على هذه العصابة في تحرير جنوب لبنان لقلنا مرددين كما يقولون انهم شعب الله المختار ، ولكن والحق يقال ان سنن الكون وقوانين الحياة اختارتهم للانتصار لانهم جعلوا القانون يطال الجميع ولا يفرق بين السيد والعبد والمسؤول والمواطن ، بل حتى وصل الامر ان يثق الفلسطينين بقضاء اسرائيل اكثر من ثقتهم وثقتنا بقضاء دولنا دول العربان...
لنمد البصر ونرمق دول الغرب ودويلة اسرائل لنكتشف عارنا وخزينا ، لنكتشف كيف القانون بخضع له الجميع دون استثناء ، رئيس وزير رجل دين ووو الجميع يطالهم القانون وكل له خاضع خاشع ، انه القانون الذي جعل رسولنا الاعظم يصرخ بسريانه حتى على سيدة نساء العالمين ، انه القانون الذي جعل علي بن ابي طالب يحمي حديدة مسكاة لاخيه عقيل نصرة للقانون ، وهكذا انتصرت اسرائيل علينا لانها احترمت القانون ، رئيس دولتهم ورئيس وزرائهم وغيرهم من المسؤولين تحاسبهم الشرطة وتحقق معهم احتراما للقانون ، والعجب العجب اليوم مانشهد من شرطة تحقق وتعتقل وتفرض اقامة جبرية على الحاخام الاكبر في اسرائيل .....
فكيف ننتصر على اسرائيل ونحن نضع القانون تحت اقدام السيد المسؤول ، فهل من دولة ومقاطعة من اقطاعياتنا نحن المسلمين والعربان لا يكون فيها السيد المسؤول وابنائه واصهاره واقاربه وحزبه فوق القانون ، ودونكم العراق لتشبكوا عشركم على رؤوسكم من هول المصيبة وعرضها ، وخذوها من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس النواب والنواب لتجدوا الابناء والاصهار والاقارب والعصبة التي ينتمي اليها هذا المسؤول يقف امامهم القانون خاسئا حسيرا ذليلا يجر اذيال الخيبة والخسران ، وتتعاظم المصيبة ليدعي من يدعي من هؤلاء بانهم ينتمون الى احزاب تريد جعل كلمة الله هي العليا ، واقسم بربي انهم من احزاب الشيطان وسعوا ويسعون لجعل كلمة الشيطان هي العليا تنفيذا لاوامر الماسونية...
لنؤمن نحن قطعان الشعوب الاسلامية بان اسرائيل ستنتصر وتنتصر رغم انوفنا ما دام هي امتثلت لسنن الكون وقوانين الحياة وجعلت القانون هو السيد والجميع عبيدا له ، ونحن سنخسر ونخسر حتى اوطاننا وانفسنا مادام المسؤول والوجيه هو السيد والقانون هو العبد..
مقالات اخرى للكاتب