الانتخابات في العراق اتاحت الفرصة لرافضي الديمقراطية والعملية السياسية في العراق لان ينكلوا وينتقصوا وينتقدوا الديمقراطية بل ان الشارع العراقي بدا يذكر الديمقراطية والحرية باستهزاء وذلك نتيجة تسنم بعض الاشخاص لمناصب رفيعة في الحكومة العراقية وهو لايفقه لا في السياسة ولا في مجال العمل الذي تراسه وكان مردود اعماله سلبيات طفحت في الشارع العراقي .
الخلل ليس بالانتخابات بل بالنظام الانتخابي المعتمد في العراق نظام الكتل نظام الفشل نظام العطل .
جرت مؤخرا انتخابات مجالس المحافظات والمعروف لدى الجميع ان المرشح الذي ينتخبه المواطن يامل بان يكون محافظ ولكن بسبب احتساب الاصوات والفائزين في الكتلة الواحدة ومنح كراسي للكتلة جعلت ممن يحصل على اعلى الاصوات ليس بالضرورة ان يكون محافظ وهذه ثغرة واسعة ادت الى فقدان الثقة بالعملية الانتخابية ، ولكن ما حصل الان ومنها محافظة كربلاء انه تم تعيين محافظ اصلا لم يشارك في الانتخابات ولا في اي كتلة وذلك نتيجة الفسحة التي شرخت قانون تنصيب المحافظ ، ليس الشخص الذي تم تنصيبه هو المقصود بل الية التنصيب هي المقصودة.
وماجرى في بقية المحافظات من اجل تعيين محافظيها او نوابه او روؤساء مجالس المحافظة هي عملية مصغرة لما يجري بعد الانتخابات البرلمانية في تعيين الرئاسات الثلاثة فتعتمد الصفقات وكل المفاوضات التي تمت في كل المحافظات فان اتفاقياتهم نسخة طبق الاصل من اتفاقية اربيل ولكن بشكل مصغر واسم مغير .
هذه الدوامة ستستفحل مع اجراء كل عملية انتخابية ولايمكن للعراق ان يخرج من مازق هذه الدوامة الا بتغيير النظام الانتخابي ولا اعلم لم لا تعتبر مجالس المحافظات هي الممثلة لمحافظاتهم في البرلمان والغاء عملها في المحافظة والذي هو اشبه بالحشو والبطالة المقنعة والسبيل الى الفساد الاداري والمالي واعتقد ان عملهم ضمن البرلمان يكون افضل وعلى ان تكون هنالك انتخابات لرئيس الجمهورية شخصا لا كتلة ويكون هذا الشخص مدعوم من الاحزاب التي تامل بمنصب رئيس الوزراء باعتبار ان البرلمان هو من ينتخب رئيسه وتكون الانتخابات الرئاسية بعيدة عن التسميات الطائفية والقومية .
الكل تابع الانتخابات في ايران وكيفية اجرائها بشكل شفاف وسهل ومن غير ان يحتاجوا الى اتفاقية اربيل ايرانية، رحل الرئيس، جاء الرئيس، شكل حكومته، بدا عمله، ولم يتفاوض مع بقية الكتل في تشكيل حكومته، الاختيار للاصلح وليس لمن يملك خلايا ارهابية مؤثرة في الشارع .
الميزة الوحيدة في الانتخابات الكتلوية هي ان التزوير يكون بحجم عضو برلمان اما التزوير في الانتخابات الرئاسية يكون بحجم الرئيس وهذه هي الخطرة جدا فاذا كانت امريكا لجات الى التزوير من اجل فوز بوش الابن بالرئاسة في دورته الانتخابية الاولى سنة 2000 فهل من المعقول ان لايحدث تزوير في العراق ؟
مقالات اخرى للكاتب