نجحت دولة العراق الإسلامية في الإيفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها عندما أعلنت عن نيتها وامام العالم اجمع القيام بغزوات متعددة في رمضان ضد العراق والعراقيين وخاصة في بغداد والمحافظات الجنوبية وتحدت الحكومة والآلاف المؤلفة من الجيش والشرطة في امكانية وقف هذه الغزوات او الحد منها وحتى هذا التاريخ فان دولة العراق الإسلامية وتنظيم القاعدة الإرهابيين نجحوا نجاحا يفوق مستوى ما يمكن تحقيقه لأنه ما ان يمر يوم او مساء الا ويكون التنظيم الإرهابي قد نجح في تفجير العشرات من السيارات المفخخة والعبوات والانتحاريين في المحافظات وفي الاقضية والنواحي تاركا خلف هذه التفجيرات العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى ودموع واهات ولافتات سوداء وارامل وايتام دون ان تتمكن القوات الأمنية من وقف هذا الانهيار الكامل في الوضع الأمني او تحاول من وقف هذا التداعي المتواصل ودون ان تقرر القيادة الامنية تعيين ناطق رسمي باسمها للدفاع عن فشلها والضحك على اشلاء الضحايا والمفجوعين. ويبدوا ان غزوات رمضان ستتواصل في حصد ارواح العراقيين ويبدوا ان الحكومة واجهزتها الامنية مقتنعة بفشلها فاضطرت صاغرة الى تسليم الملف الامني الى العصابات الاجرامية ويبدوا ان الشارع العراقي لا يريد الخروج من هذا المستنقع الدموي ويفضل استمراره طالما انه مقتنع بما يحصل وليس لديه الرغبة في كسر هذا القيد والضغط على الحكومة لتغيير القادة الامنيين وتغيير الخطط الامنية البالية بل انه "اي الشعب العراقي" لا زال حملا وديعا يقاد كما تقاد الأضاحي الى مسالخها وهو استثاء يضيفه الشعب العراقي الى كثير من الاستثناءات السلبية التي حير العالم فيها لانه لم يحدث ان تعرض شعب الى الابادة وقبل ان يقاد الى اجله بمثل هذا التهاون واسترخاص الارواح. قبل أيام حدث ان تعرضت بعض الملاهي المنتشرة في بغداد بكثرة بفضل بركات الحكومة وتهاونها وضياعها الى اعتداءات من قبل بعض الأطراف التي ترى في مثل هذه الاماكن تجاوزا على الدستور والقيم والاخلاق راح ضحيته عدد من المرتادين وأصحاب وصاحبات الشأن فاشتعل بلاط السلطان بنيران الغضب وقرر وطالب بالقاء القبض على الفاعلين وسط انقسام كبير بين ان تكون الملاهي علنية وبين ان تكون في اطار ضوابط دينية واخلاقية ودستورية مع الاشارة الى ان الجميع طالب بمعالجة وحل المشكلة الإنسانية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا انتفض الجميع المؤيد والمعاند في معالجة قضية بسيطة راح ضحيتها أربعة أشخاص بسبب الاستعجال والتهور ولم ينتفضوا لمقتل العشرات يوميا بسبب اعتداء العصابات الإرهابية ولماذا طالب الجميع باعتبار ما حدث تجاوز واعتداء وتطاول على الحريات الشخصية ولماذا لا يعتبر الجرائم اليومية ضد العراقيين جرائم ضد الانسانية ولماذا تناخى الوضيع والشريف لانهاء الازمة وفك الحصار ولم يتناخوا لوضع حلول لمشكلة العراق الامنية.. هل ان من يتواجد في الملاهي والمواخير والمقاهي يستحق الحياة وباقي العراقيين لا يستحقونها وهل علينا جميعا ان نحول بيوتنا الى مواخير وملاهي ومقاهي لنحظى باهتمام الحكومة والبرلمان والجيش والشرطة ولجنة الثقافة والإعلام النيابية. ان من دواهي الدنيا وهوانها ان يهان الأشراف ويتركوا نهبا للإجرام والعصابات الدموية بينما تقف الحكومة على ابواب الملاهي والمواخير تدافع عنها وتمنح من يتواجد فيها حق العيش والأمان.
مقالات اخرى للكاتب