يرى مختصون في بحوث الرأي العام أن لاحقوق للانسان في منطقتنا العربية ، وكرامته مهدورة وانسانيته مفقودة، وحقه من الحرية غير مكفول ان لم يكن مضيقا عليه حد الكبت والحرمان، ويعيش الشعب في واد والحكومات تعيش في أساطين التسلط والقمع والاضطهاد، ولا تترك مناسبة الا وتحتقر فيها شعوبها وتنتهك حقها في العيش ولم تترك وسيلة تنتهك فيها كرامات البشر الا وجربتها، والعالم على مقربة منا يرى بنفسه ما تجري من أحوال سيئة، لشعوبنا ، وما تعانيه من أدنى اهتمام بحقوق الانسان.وأكثر ما يواجه شعوب المنطقة حاليا، من وجهة نظر خبراء الرأي العام هو هذه الاستهانة واللامبالاة من الحكومات أزاء مطالب الرأي العام لشعوبها ، في أن تحيا حياة حرة كريمة ، يسودها العدل والمساواة واحترام حقوق الانسان ، وان نتمكن باللحاق بركب التحضر والتطور في دول العالم المتمدن، وان لانبقى نعيش عصر الجهالة والظلم والاحقاد التاريخية ، للنبش بين ثتايا التاريخ وبين انقاض الاحقاد والفتن المؤامرات ، عما يفرق بين الشعوب ، لكي تجد الحكومات لها مكانا بين أوساط الرأي العام وتحشده في الاتجاهات التي تخدم أغراضها هي ، غير آبهة بمصير البشر وحالات التخلف والجهل والحروب والنكبات وسوء أحوال العيش وانتهاك الكرامات، في بلدان لم تضع للإنسان من حرمة ولا للمعايير الخلقية والفكرية والانسانية من إهتمام.ويرى مختصون بالشأن العراقي إن من ابسط معايير عدم احترام حقوق الانسان هو هذه الحملات الصاخبة من الاحتجاجات والاعتقالات اليومية التي تجيد تطبيقها الحكومات ، أما عيش المواطن وتوفير قدر معقول من الحرية له ، فهذا ما لايعد واجبا من قبل الحكومات ، وهي لاتتذكر شعبها الا قبيل أيام من بدء الحملات الانتخابات وحملات التحشيد الجماهيري، وهي مشغولة بالتجميع والتحشيد الطائفي وخلق الفتن والاضطرابات وجعل الملايين تعيش في حالة رعب وخوف على المستقبل ، لتسهل من وجهة نظرها السيطرة على شعبها ولجمه وخنق تطلعاته، وهي لاتدري أنها ستكون يوما ما امام حساب الشعب الذي يتعرض للظلم وللاضطهاد بشتى انواعه ، وهو يود الا أن يثور عليها وينتفض ثأرا لكرامته المهدورة ، احتجاجا على سلوك حكومات لا تضع لكرامة الانسان معيارا او قيمة ولا يهمها الا مصالها في نهب ثروات الشب وتسليم مقدراته الى الاغراب.ويرى البروفيسور ماكس مانوارينج، أستاذ باحث في الستراتيجية العسكرية، ان العراق يعد واحدا من تلك الحكومات الفاشلة التي سعت الادارة الامريكية الى تأسيسها في هذا البلد ، والفشل مرده الى اذكاء نيران الحروب والاقتتال الطائفي والتحريض على الانقسام والتفتت واثارة الأحقاد وهو ما يعترف به المسؤون الاميركيون وهم خبراء على مستوى عال من الحرفية انهم قد اوصلوا العراق الى هذه الحالة ، التي ليس بمقدور حكوماتها ان يكون لها يد في انقاذ شعوبها وفي جعل الدولة ممزقة وضعيفة القوى ولا تمتلك إرادة تقرير مصير شعبها وقد حولتها الى حكومة تابعة ذليلــــــــة للارادة الاميركية ليس بمقدورها ان تخرج عن الفلك الاميركي المرسوم لها من وجهة نظرهم.هذه هي معالم ما أسماه الاميركيين بـ " الدولة الفاشلة " التي بنوا ركائزها في العراق ، وهم يعترفون ان هذه الدولة مسلوبة الإرادة لاحــــــــــــول لها ولا قوة، وليس بيدها سلطة القرار في القضايا الستراتيجية المهمة، ولهذا يبقى الاعتماد في المقام الاول على الخبرة الاميركية ، التي تضع أي تصور لمستقبل العراق يسير وفق رؤيتها هي، وهي التي تعترف بانها أقامت انظمة فوضى في المنطقة لتسهل السيطرة عليها، ولإبقائها ضعيفة القوام لاتقـــــوى على المواجهــــــــــــة، وتبقى تابعة للسياسة الاميركية تنفذ خططها عن طيب خاطر وبلا تردد.
مقالات اخرى للكاتب