ساعات سوداء كاحلة قضاها رسولنا الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في رحلته الأولى الى الطائف .. ولم يتلقى من أهل الطائف آنذاك سوى الحجارة والسباب ، ليركن فديته نفسي الى حائط تلك الحديقة يشكو ضعف قوته وقلة حيلته الى أرحم الراحمين ، ورفيقه زيد بن حارثة يخفف عنه ما أصابه من هم وكرب .. واذا بغلام نصراني أسمه (عدّاس) ، أصله من اهل نينوى من قرية يونس بن متى ، يرق قلبه ويقدم للرسول الأكرم طبقا فيه عنبا لكي يسد به رمقه الشريف برحمة آنية فورية من رب محمد .
اعلموا يا مسيحيوا الموصل يا أحفاد ذاك الطاهر المسيحي (المصلاوي) عدّاس .. يامن كنتم هنا منذ بدايات التاريخ .. ان قلوب اهلكم العراقيين ليست اقل طهارة وطيبة من قلب المصلاوي عدّاس .. وما تعانوا منه الآن يعاني منه الكثير من أهل العراق .. بعد أن اختلط الأرهاب الدموي ( الدخيل ) بجبن وضعف وفساد حكومتنا الظالمة التي نجحت بامتياز بتقسيمنا الى اديان ومذاهب وملل وقوميات ، ومسخت عراقيتنا ووطنيتنا بخسّة مشهودة .
وصبرا جميلا يا اخوة مريم ، فالباطل مزهوق لا محالة ، وعلى اولائك الذين (انتفضوا) من اجل الحقوق والكرامة ونالوا (تعاطف) الكثير منا ، أن يكونوا أول السبّاقين للدفاع عنكم في دياركم ضد الارهابيين المارقين الذين لبسوا لباس الأسلام زيفا وبهتانا ، واستباحوا مدنكم واملاككم ، وان لا يجاروهم في الأجرام والأرهاب .. وإلا .. فالكل شياطين مارقين .. والساكت عن الحق شيطان أخرس ، وتأكدوا أن غيرة أهل العراق الأصلاء الأطهار الأشراف .. كل أهل العراق .. تنتخي في كل لحظة من أجلكم ، مثلما انتخى قلب عدّاس الى محمد بن عبد الله .. ولن يطول هذا الحال ان شاء الله .
مقالات اخرى للكاتب