أنا ، قلصت مغادرة البيت لشراء العلف الانساني لعائلتي الى مرة واحدة في الاسبوع بعد ان كانت مرتين على امل تقليص المرة الى النصف لاحقا . انت ، تحوقل عندما يحين موعد الصلاة الظهر ، اما قرآن الفجر فقد قرئت على روحه الفاتحة سبقتها الصلوات . هو ، يلعن سنسفيل المعلم الذي يكلفه بواجب بيتي يستغرق اداؤه نصف ساعة او اكثر . هي ، لا تطيق الجلوس مع والديها لمتابعة المسلسل المصري "تحت الارض" . هما مستغرقان في دردشة على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يقطع تغازلهما العفيف جدا حتى امواج تسونامي اندونيسيا و اليابان مجتمعين . هن ، قلصن رعاية اطفالهن الى الحد الادنى فاذا بكى الرضيع قلن انها حالة صحية دعه يبكي من خشية الله . سماحة الشيخ استغرق في جلال وجه الفيسبوك اضعاف الساعات التي صام فيها رمضان وصلى التراويح واحيا ليلة القدر . نحن كل ظل عاكفا على الهه المزروع على فخذيه بكل قدسية وكانه تمثال بوذا يداعب مفاتيحه السحرية اضعاف ما يداعب ابناءه . فاي هزيمة انكر من هذي الهزيمة سنتجرع . زميلي في العمل وكان قارئا نهما حتى في التواليت قبيل هذا الغزو السايبري المنظم يقول انه بدأ يشعر بكارثة تحل به عندما يدب النعاس الى جفنيه . لان سلطان النوم - حسب قوله - سيخطفه قسرا من ذراعي الفيسبوك الحانيتين . و هو منذ اكثر من سنتين ادمن شرب المنبهات لاضافة ساعات اخرى يؤدي فيها فريضة الفيسبوك المؤكدة . وبسبب قصر النظر كنت اظن ان الكارثة تتمركز بالاساس في العالم الغربي فرحت اشكو بثي وحزني الى اخي المدرّس هاتفيا عبر المحيطات ، فاجأني سائلا عن مستوى اولادي الدراسي ، فصارحته بانهم الافضل في صفوفهم . حينها كشف لي انه باغت تلاميذه بالجرم المشهود وهم يفسبكون اثناء المحاضرة في الصف ، وان مستوى التعليم في تراجع بسبب الاستخدام المفرط للفيسبوك لكن لا احد يجرؤ على اعداد دراسة تكشف حجم الزلزال وهزاته الارتدادية . فاي كارثة بعد ذلك نحن منتظرون ؟ الادهى والامر اننا نبرر لكل هذه الماساة المكتملة بان مواقع التواصل الاجتماعي قربت البعيد ووصلت ما اراد الدهر ان يقطع . وساكون في غاية البلادة لو نفيت هذا الانجاز للفيسبوك كونه قرب البعيد واختزل المسافات ، لكن ما فائدة اتصالي بصديقي البعيد في ابو الخصيب بالبصرة وانا لا املك من الوقت ما يكفي لاحكي نكتة لابني او ابنتي . وهب انني انتزعت وقتا للنكتة من فخامة الفيسبوك "مع احترامي لمام جلال" فهل بوسع ابنائي انتزاع وقت مماثل؟ والله انا في شك . نحن الان في عين العاصفة سكارى من دون وعي بسرعة دورانها حول انفسنا ، فلا تستغربوا من يوم سيطل فيه شيوخنا اصحاب الفضائل علينا بفتوى تجيز الصلاة قصرا اذا تعارض وقتها مع فريضة الفيسبوك التي اصبحت عمود الحياة . ولا تتفاجأوا لو انكم اصبحتم على حكم شرعي يجيز صلاة الجمعة او الجماعة عبر الفيسبوك . و نحن لموعودون بغد يهرم فيه الكبير ويشيب فيه الصغير ، وهذا الغد آت لاريب ،فكل آت قريب
مقالات اخرى للكاتب