Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عمي انته مو عراقي؟
الأحد, أيلول 22, 2013
غيلان

 

في الأيام الأولى من عودتي إلى الوطن قبل ستة أشهر، صعدت في سيارة تكسي يقودها شاب في العشرين من عمره، لاحظت عليه اضطراباً يعكس حمرة داكنة على صفحة وجهه، مراقبتي لوضعه زادت حين رأيته قد  أخرج من جيبه أدوية وراح يبلع، فسألته، ما هذه الأدوية فقال "هاي للسكر وهاي للضغط" فقلت متعجباً، لكن عمرك لا تمسه هذه الأمراض التي غالباً ما تصيب كبار السن، فباغتني بسؤال غريب.. شنو عمي انته موعراقي؟.

استمر سؤاله معي لستة أشهر، وهي الفترة التي أنجزتها في العراق منذ عودتي، وحيث بدأت أعراض السكر والضغط تغزوني، وهذا الحال ربما يعود بالنفع على صحة مواطنيتي في بلاد يأكلها الفساد الثقافي قبل كل فساد. فمنذ عودتي وأنا أعالج في كتاباتي ملفات الفساد والأمن ودول الجوار، وهي إلى استمرار وأنا إلى وهن، وقد وضعت الفساد الثقافي أولاً لسبب علمي فلا يمكن لفساد أن يستشري إلى هذا الحد، إن لم تكن المنظومة الثقافية في البلاد إلى انهيار، وهو الأمر الذي يجعل القيم هشة كمخدة الريش.

المثقف الغربي في الأزمات يتصدر الحلول، وأولها التحصين الثقافي للمجتمع وحماية توجهاته الثقافية، وهذا حصل في حروب عالمية وفي أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية. في العالم الثالث ليس هناك أسهل من الاستدارة عن التوجهات الثقافية وتصبح التبعية للسياسي أشبه بتبعية القطط لراعية المطبخ. وهذه الصورة تبدو في عراقنا الراهن في أكثر أشكالها وضوحاً، حيث تم نهب المال العام ووزع محاصصة على الكتل. أصبح دور المثقف خارج الثقافة النقدية ليكون سنداً لهذه الكتلة أو تلك مقابل (لحسة)، فلا الحرية التي يرددها أو كان يرددها بشغف تماهياً مع المثقف الغربي ولا التغيير الذي كل ثقافتنا العراقية تنتظره بعد سقوط الدكتاتورية يبدو من اهتماماته.

في كل يوم أتذكر سائق التكسي الشاب وأحاول العثور عليه، فقد حصلت على صفتي العراقية! وأريد أن أبارك له ثقافته العراقية التي يلخصها سؤاله.. عمي انته مو عراقي؟!.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36019
Total : 101