حسب الشكل المعلن للتحالف الامريكي ضد داعش يبدو ان جميع أمم الارض ستتوجه الى العراق لخوض الحرب ، بدل ان يستقبل العراق زوارا من كل انحاء العالم لانه بلد المقدسات ، بدل ان يستقبل سواحا من كل انحاء العالم لانه بلد الحضارات ، بدل ان يستقبل شركات اعمار من كل انحاء العالم لانه بلد ثري وبادئ بتنمية شاملة ، بدل كل ذلك هو الآن يستعد لاستقبال طائرات او جيوش من كل انحاء العالم تجمعهم لغة الموت والدم والدمار ، عندما يبدو العراق وكأنه معسكر عالمي لمقاتلة الارهاب عندها لن يقف الارهابيون مكتوفي الأيدي ، سيتوجه الارهابيون والمتطرفون والمغامرون من كل انحاء العالم الى العراق عبر اراضي دول معروفة دورها في اللعبة الصمت وعدم المشاركة في التحالف الأمريكي ، ستبقى وكما كانت دائما ممرا للارهابيين القادمين الى العراق ، سيجد العراق نفسه ساحة لتصفية الحسابات ، لن يكون الداعشيون المستهدف الوحيد ، أميركا في خطابها الحربي المتصاعد الآن تقول بأنها ستقاتل الارهاب في العراق بكل اشكاله ، وهي لا تشير الى داعش بالاسم ، التعريف الامريكي للارهاب هو تعريف عائم ، قد تستهدف الولايات المتحدة المنظمات الشعبية العراقية التي استجابت لنداء المرجعية والتي تقود الحشد الشعبي والتي افشلت مشروع داعش في العراق وغيرت مجرى المعركة ، وقد تستهدف مجاهدين يعتقدون ان داعش واميركا وجهان لعملة واحدة ، قد تستهدف الضحية وتترك الجلاد ، تستخدم اضحوكة النيران الصديقة مع اعلان الاسف والاعتذار دائما وربما دفع تعويضات ، اميركا لديها اصدقاء في العراق يشجعون دخول قوات دول عربية عرفت بعداءها للعراق ودعمها لداعش ، للمشاركة في قتال داعش ! صديق آخر لاميركا قال في بيان انه يشجع الدعم العالمي لمحاربة داعش والمليشيات الطائفية في العراق ! وهذه تعابير واضحة المقاصد ، هذه الاعيب ستظهر آثارها لاحقا ، لن يطول الوقت حتى يكتشف الجميع ان مبادرة اميركا لمقاتلة داعش في العراق هي اشد خطرا على العراق من داعش .
مقالات اخرى للكاتب