طالعنا السيد الدكتور العبادي – و لكنه للأسف نسي عنوان رسالة الدكتوراه و اسماء اللجنة و البرلمان المعوق عاجز عن سؤاله—بانه سيدفع حياته ثمنا لمسرحية " اصلاحاته" الغريب في الامر ان العبادي لم يحقق اصلاح يذكر كل ما قام به انه الغي مناصب ست وزراء عادوا الى مجلس النواب بصفتهم نواب لهم راتب و مخصصات و لكنه اعتبر مدير مكتبه و مستشاريه ( الاخوة العلاق و مجموعتهم) بمنصب و درجة وزير! بمعنى ان العبادي الغى منصب و اضاف منصب فاين الاصلاح؟ الرئيس الراحل عبد الناصر مثلا فتح باب التعينات على مصرعيه امام الخرجين و الزم مؤسسات الحكومة بتعيين الخرجين بحيث ترسل اوراق الخريج مباشرة الى الوزارة المعنية ليستلم رسالة التعيين او " جواب التعيين" كما يسميه الاخوة المصريون. تعزيز القطاع العام من خلال الاقتصاد المخطط بناء المصانع اكثر من ثلاثمائة مصنع و تمكين الموظفين من خلال سلسلة من الاجراءات المدروسة التي حسنت مستوى الوظيفية – من خلال اعطاء الموظف امتيازات و مخصصات و راتب و وشموله بخدمات مما يمكنه من العيش بكرامة رفع قيمة الجنيه المصري و قدرته الشرائية و شموله بتقاعد يحفظ له كرامته، تعزيز اتحاد العمال و الفلاحين بل و حتى منحه مقاعد في البرلمان، التعليم الزامي الاصلاح الزراعي الطب و الصحة الامن الغذائي . عبد الناصر حافظ على كيان الدولة المصرية و لم يلغي اي وزارة تخدم المصرين ليبقي على قناة فضائية تخدم حزبه مدعيا ان هذا اصلاح! ماذا عن المدراء و الوكلاء الذي طردهم العبادي بدون وجه حق و بدون ادنى تخويل؟ ادعى العبادي انهم فاسدون طيب اين الدليل السنا في دولة ديمقراطية ان طرد اي موظف حكومي لابد ان يتم طبقا للقواعد و الاصول القانونية و الادارية و لا يمكن ان يتم بناء على رغبة رئيس الوزراء هل تم تقييم اداءهم؟ هل ثبت تقصيرهم؟ كلهم مقصرون بين ليلة و ضحاها؟ علما ان قانون انظباط موظفي الدولة يفترض التدرج في العقوبة الادارية من التنبيه و التأنيب، قطع الراتب و غيرها وصولا الى العزل. قرارات العبادي بعزل المدراء و الوكلاء غير قانونية و غير دستورية بل هي انتهاك فاضح للقوانين العراقية و للدستور. للاسف مستشاري العبادي من اصدقاءه و احبابه لا علم لهم بقوانين ادارة الدولة العراقية و منها قانون انضابط موظفي الدولة . يا ترى من عين العبادي مكان الوكلاء و المدراء الذي طردهم؟ جماعته و اصدقاءه و رفاق حزبه؟ و من يثبت انهم افضل ممن سبقوهم؟ ام كلمة العبادي مقدسة؟ ألا تذكرنا هذه التصرفات بتصرفات شخص حكمنا 35 عاما و كان يعين من يشاء و يفصل من يشاء و كلمته قانون و دستور؟ علما ان قانون الخدمة المدنية يمنح الموظف الحق في الطعن باي قرار يمسه امام محكمة قضاء الموظفين؟ لكن الخبير القانوني الاوحد للعبادي يرى ان قرارات العبادي قانون مقدس لا يمكن الطعن بها !!! العبادي لا يمل الظهور الاعلامي ليل نهار مدعيا الاصلاح كل ما قام به هو الغاء مناصب ليستحدث مناصب تخدم رفاقه الحزبين و حاشيته و اعوانه! ليطالعنا العبادي بمسرحية محاولة اغتياله متهما ضباط عسكريين لا ذنب لهم و جريرة كل ما هناك انها مسرحية جديدة لتحويل انظار الراي العام و استدرار عطفه؟ كيف كشفت السفارة الامريكية محاولة لاغتيال العبادي؟ ما دخلها في الموضوع؟ و كيف قامت السفارة الامريكية بإحباط المحاولة؟ السفارة فيها موظفين دبلوماسين ام فرق القوات الخاصة؟ علما ان اي سفارة في العالم و اولها السفارة الامريكية تمتنع عن القيام باي اجراءات تقتضي استخدام القوة على اراضي اجنبية و اشهرها حادثة بنغازي لقد قتل السفير الامريكي و لم تتدخل السفارة الامريكية لحمايته او استخدام القوة ضد المتظاهرين لانهم على اراضي اجنبية لكن السفارة الامريكية "احبطت" محاولتين وليس واحدة لاغتيال العبادي. العبادي اطلق المسرحية الاولى في مهرجان رئاسة الوزراء للتخلص من خصومه السياسيين بعد ان فشلت المحاولات الاولى اما المسرحية الثانية فقد اطلقها العبادي لتحويل الانظار عن سرقاته و سرقات حزبه و تصويره بمظهر البطل الضحية كما تخلص من مجموعة من الضباط ليعيين مكانهم رفاقه في الدرب! العبادي افلس سياسيا و لم يعد قادرا على الاستمرار و الافضل له ان يرحل و يريحنا! فلقد مللنا من مسرحياته التي تتكرر فيها مشاهد الحزبية و الفساد و الخراب
مقالات اخرى للكاتب