لاشك أن الوثائق التي نشرت من قبل بعض المواقع الالكترونية فيما يخص ((المبادرة الوطنية للسكن)) قد أثارت جدلا واسعا في الشارع,بسبب ان كثير
من المنضوين في هذه المبادرة هم من طبقة النرجسية السياسية!!
انا اعتقد وقد يشاركني الكثير في هذا الرأي إن هذه المبادرة فقدت شرعيتها
القانونية والدستورية وحتى الأخلاقية !! لأنها انحرفت كثيرا عن أهدافها الحقيقية
لو فرضنا أن السيد نوري المالكي رئيس الوزراء السابق قد أطلقها بحسن نية لمساعدة الفقراء والمشردين الذين لايملكون مأوى ...
إذ إن من المفترض أن تشمل هذه المبادرة العوائل الفقيرة والمتعففة من أبناء العراق ,لا أن تكون مبادرة مساومة في الانتخابات !! ويؤكد ذلك إنها جاءت قبيل
الانتخابات البرلمانية بأيام قليلة وهو مايعكس النية ألمبيته للمالكي في تسويق هذه المبادرة على نحو((المساومة))..
بعد أن انتفى الغرض منها سارع الكثير من تجار الأزمات الجاثمين على سدة الدوائر المهمة في الدولة مستغلين نفوذهم وانتمائهم الحزبي الضيق وبمباركة
من كبيرهم (رئيس العصابة) في في الالتحاق بركب المبادرة بعد أن عجت الحكومة بالفوضى السياسية وعدم تشكيل اغلب الوزارات المهمه ,بتسجيل
أسمائهم فيها على إنهم فقراء ولايملكون سكن يؤويهم وهم بالحقيقة عكس ذلك تماما , يتمتعون بوظائف مرموقة ورواتب كبيرة ,فمن أين جاء فقرهم ياترى!
نحن أمام جريمة كبرى لاتقل في بشاعتها عن الجرائم التي يرتكبها داعش
والتكفيرين في العراق, ويجب ان يحاسب عليها كل شخص ساهم فيها ويثبت القانون انه فاسد, فنحن نرى أن هؤلاء أيضا داعش ولكن بطريقتهم الخاصة!
لاسيما أن البعض منهم له سوابق!! في الفساد والمتاجرة بكل شيء حتى في الدين,والبعض الأخر كان يتقمص الأدوار في سبيل ذلك!
ويعقد الصفقات المشبوهة في سبيل زيادة رصيده المالي!
الا إن المبادرة سرعان ماكشفت للرأي العام وأخذت أبعاد أخرى وأصبح المواطن البسيط متيقن ان البعض من المسؤولين في الدولة لهم باع طويل في هذه الامور التي جاءت بالفقر واهدار للمال العام للعراق ,وأصبح العراق اليوم بفضل هذا وذاك من الفاسدين اقل الدول تطورا في كل شيء لان الفساد استشرى في جميع
مفاصل الحياة فيه ,حتى وصل إلى المساكين الذين كان من المفروض على الدولة ان تعطي لهم الاولوية في تامين السكن والعيش الكريم..فكيف لعائلة مشردة لاتجد
سكن امن يأويها من حر الصيف وبرد وأمطار الشتاء في ظل الانهيار الموجود في المرافق الحيوية والبنى التحتية ,أن تنجب الأطباء والمهندسين والخ....
كيف لهذا الشعب أن يثق بكم أيها الساسة بعد ان أصبحتم ورقة محروقة في نظره
وكنتم تلعبون ادوار كثيرة وكان يصدقها البعض منهم وما تركتم دور إلا وجربتموه حتى وصلتم إلى الدين وارتداء لباس التقوى لتغوون مثل الشيطان
ابسط الناس,انتم اليوم في نظر الكثيرين أسوء من الشيطان بأفعالكم أيها الساسة
لأنكم خنتم ما اؤتمنتم عليه واستعملتم كل الأساليب الكفيلة لتقريب المصالح إليكم وأصبحتم لاتمثلون سوى مصالحكم المتدنية حتى وان كانت
على حساب الفقراء ,فابشروا بعذاب من الله وقلة في الارزاق وهتك في الأعراض
لان دعوة المظلوم مستجابة وارى أن الكثير من المظلومين يدعون الله عليكم وحاشى لله ان لايستجيب دعوة المظلوم.
مقالات اخرى للكاتب