تابع العالم باهتمام بالغ, مقتل السفير الروسي في تركيا, وقد أفردت الصحف والقنوات الفضائية, صفحات وساعات من الشرح والتحليل حول ظروف الحادثة وتداعياتها المستقبلية.
حتما إن حادثة مقتل سفير دولة مثل روسيا, وفي خضم صراع عالمي لن تكون سهلة, وليست حادثة عابرها فتبعاتها ستتضح عما قريب.
هناك عدة سيناريوهات ممكن أن تفسر هذا الحادث, بعضها يمكن دحضه بالقرائن, وآخر يمكن القبول به كسيناريو محتمل لهذه الحادثة.
السيناريو الأول هو إن التصرف فردي من القاتل, بسبب معاناته من اضطرابات نفسية, وهذا السيناريو مردود, فإن كان نتيجة خلل نفسي فعادة القاتل سينتحر في هكذا حالات, أو يكون آلة قتل لكل من هو قريب منه, لكنه لم يقتل أحد غير السفير, رغم وجود عشرات الصحفيين قربه.
السيناريو الآخر, هو إن تركيا من عملت على اغتيال السفير, وهذا مردود أيضا, فتركيا بدأت بالتقارب مع روسيا, على الأقل في ما يخص حلب, ولن تجرأ على التهور بتصرف كهذا وعلى أراضيها, وهي مازالت تأن من حادثة السيخوي الروسية.
ثالث السناريوهات هو إن الحادثة تمت بتوجيه وتمويل خليجي, وهذا مقبول جدا, بغية تعطيل التقارب التركي-الروسي-الايراني, وكذلك يعدونه نصر معنوي على روسيا, ردا على حلب وهكذا تهور ورعونة معروفه عن عربان الخليج.
رابع السيناريوهات هو أن تكون روسيا نفسها أقدمت على هذا العمل, وأيضا هو احتمال مقبول, يدعمه عدم وجود حماية قرب السفير, وترك القاتل يصرح, ويسرح ويمرح في موقع الجريمة, دون أي رد, كما إن قتل القاتل كان لإخفاء أي شبهه, إذ إن القاتل كان من المكن أصابته واعتقاله.
كما إن روسيا ستستفيد من مقتل سفيرها, لتكون لها حجة في محاربة المجاميع المسلحة, وضرب الإرهاب في كل مكان, كونها ستصور نفسها ضحية, ومتضررة من الإرهاب, ويدعم هذا الاحتمال أيضا, هو برود الرد الروسي, وكذلك التصريح فورا بعرض القضية أمام مجلس الأمن الدولي, لأخذ التفويض الرسمي في مكافحة الإرهاب.
مهما يكن, سواء أ كانت الحادثة بغباء خليجي, أم بدهاء روسي, فإنها –الحادثة- لن تمر مرور الكرام, وإن الدب الروسي, وأبناء دوستويفسكي ونظريته في الجريمة والعقاب, لن تمر مرور الكرام, وسيكون عقابا جماعيا لكل من يحاول حجب روسيا عن مصالحها في المنطقة.
مقالات اخرى للكاتب