سكت دهرا ونطق كفرا، هذا ما يمكن ان اصف به كلام السيد حسن نصرالله فيما يخص استنكاره للمذابح التي راحت تطال شيعة العراق وباكستان، أجل ايها السيد الجليل، كان بيانك قويا، مدويا، ولكن بعد فوات الأوان يا ابا هادي، فلستُ مستعدا ان انسى يوم وصف احد قادة حزب الله في لبنان ابن لادن او الزرقاوي بانه (شيخ المجاهدين) وهو الذي غرز سكينه اللعينة في صدرونا نحن شيعة العراق، بلا رحمة وبلا شفقة! ولست مستعدا ان انسى يوم كان شباب (حزب الله) في لبنان يطرقون علينا الابواب نحن العراقيين في بيروت وغيرها من المدن اللبنانية لينذرونا بان نغادر باسرع وقت لبنان لاننا (ضد ولاية الفقيه)، ولستُ مستعدا أن انسى يوم استقبلتم اقذر خلق الله من ازلام صدام محتفين به بحجة الوقفة المشتركة ضد الشيطان الاكبر، وانتم تعلمون حق العلم ان صدام خادم هذا الشيطان وقاتل شيعة العراق، ولستُ مستعدا أن انسى يوم تحملون الطعام والشراب والبطانيات والاموال للعتريسي وغيره على الحدود اللبنانية وهم الذين اقاموا الفواتح ومجالس الترحم على قصي وعدي في فسلطين، وهم الذين نصبوا خيمة ابي تيمية في مكة المكرمة، لقد اعطيتم لحماس اكثر من ان تعطوا لاي حركة اسلامية او تحريرية عراقية؟ بل كنا في عيونكم عملاء، قبلنا بالاجنبي، ومهّدنا له الطريق لتدنيس ارض اميرالمؤمنين عليه السلام ، يبدو وقد ضيق العدو الخناق عليكم سيدنا العزيز فانتضتم لشيعة العراق، لست أدري اين كانت هذه الصيحة يوم فجروا الاماميين العسكريين؟ ولست أدري اين كنتم ومفخخاتهم اللعينة تجوب النجف وكربلاء ومدينة الثورة او مدينة عبد الكريم قاسم والحلة والكاظمية والناصرية والديوانية تفتك بابنائنا وبناتنا؟ كنتم صامتين، لم تنبسوا ببنت شفة، اليوم تحركت الغيرة الشيعية، هل لانكم اكتشفتم الحقيقة سيدنا او لان الحبل اقترب من رقابكم لا سامح الله ولا قدر، كاتب هذه السطور كان قد كتب في موقع ايلاف قبل تسع سنوات، وفي وقت كانت مفخخاتهم تفتك بنا، كتب (ماذا لو كان حسن نصر الله زرقاويا) فيما احد عتاة الحزب الشيعي الميمون ينعت هذا المجرم او سيده بانه شيخ المجاهدين، فلست مساوما ولا مزايدا، ولكنها غصة في النفس، وحسرة مصدور. اعلام حزب الله في خدمة من يقتلنا سيدنا، اعلام حزب الله تناسى ويتناسى ويغفل ويتغافل القضية الشيعية في العراق، اعلام حزب الله في خدمة خالد المشعل، وهنية، حماس، والجهاد، ولكنه اعلام اخرس فيما يحصل لشيعة العراق، وانت تعلم ان شيعة العراق او العراق هو قرة عين التشيع تاريخيا وجغرافيا وعلميا وروحيا، بما فيهم انت نتاج خيرات النجف العلمية والروحية... أليس كذلك؟ كنتم وربما ما زلتم تفضلون، وتصرفون الاموال الطائلة انتصارا لسجين فلسطيني، ولكن سجناء شيعة العراق في خانة النسيان، بل في قائمة الادانة والتخوين، ام ليس كذلك؟ لقد جرأتم هؤلاء علينا، لقد اخذوا صك البراءة بقتلنا من صمتكم، من وقوفكم الى جانبهم في كل شيء، لقد وقفتم الى جانبهم في كل صغيرة وكبيرة، وكان بامكانكم ان تعملوا كل شيء لنصرة اخوانكم في الدين والمصير والجغرافية والتاريخ، لقد خنتم شيعة العراق، لقد خذلتمونا سيدنا لحساب شراذم لا تعرف غير الحقد على كل ما هو شيعي، عقيدة او تاريخا او عادة او تقليدا، ويا ويلتاه، نعم يا ويلتاه، لقد كنتم تحتضنونهم، كنتم ترفعونهم فوق رؤوسكم وفي العلن يتهموكم عملاء لاسرائيل، ويكتبون في مواقعهم ان وقوف حزب الله الى جانب فلسطين خدعة رافضية، خدعة، ونحن نجرد اقلامنا دفاعا عنكم، اليس كذلك سيدنا العزيز؟ اعرف جيدا، ان بعض صناع القرار السياسي الشيعي في العراق سوف يتبراون من كلامي هذا، ولكن كن على ثقة انهم ينافقونكم، انهم فرحون لهذا الكلام، ولكنهم لا يجرأون لانهم جبناء، وانا الانسان البسيط اقولها بصراحة، إن موقفك الاخير كان متاخرا، لقد ساهمتم في تاليبهم علينا بشكل وآخر، لقد رجحتوهم علينا، لقد اعززتموهم وساهمتم في إذلالنا، ورغم كل ذلك يبقى لكل شيعي في العالم موقعه في قلوبنا، والله يسدد خطا الجميع يا رب، والحمد لله رب العالمين.
مقالات اخرى للكاتب