Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مباحث في الاستخبارات (50) الاستخبارات والجغرافيا
الخميس, شباط 23, 2017
بشير الوندي



مدخل 
========
اذا كان الالمام بالجغرافيا يتطلب معرفة الارض والسكان والمناخ والحدود وغيرها , فإن الاستخبارات لابد لها من الالمام بجغرافية البلاد وجغرافيا بلاد العدو , والعدو المحتمل كدول الجوار.
ويعتبر الأمن الجغرافي أحد أهم هواجس الدول واهتماماتها , فاغلب الحروب هي الحروب التي تحدث بين الدول المتجاورة جغرافياً , ماعدا بعض الحروب الكونية كالحرب العالمية الأولى والثانية , وحتى في الحروب الداخليةّ , ومن هنا فإنّ الجغرافيا تشكل عاملاً مهماً ومؤثراً في الحروب الخارجية والحروب الأهلية وحروب مكافحة الارهاب.
ان الجغرافيا من ضرورات الجهد الاستخباري ,فمراكز التحليل تبحث عن الجغرافيا قبل ان تبحث عن التهديدات والمخاطر والعدو المحتمل وبؤر الصراع وانتشار الجريمة , فمعرفة الجغرافيا هي ضرورة واساس لفهم التهديد وفهم المعلومات وتحليلها .
ان فهم العوامل الجغرافية يجعل ضابط التحليل متسلط على المعلومات وقادر على فرزها وتدقيقها وتقييمها , ومن هنا تُعَدُّ الجغرافيا من ثوابت العمل الاستخباري وضرورة مهمة لتحليل المعلومات.
وتهتم أجهزة الاستخبارات المحترفة بكل صنوف الجغرافيا كالجغرافيا السياسية وجغرافيا السكان والجغرافيا الاقتصادية والاجتماعية وجغرافيا المدن والجغرافيا العسكرية وغيرها.
وتعتبر الجغرافيا مرجع حقيقي للجهد الاستخباري وشاخص واضح للتحليل الاستخباري يكشف ويبين الخطوات التالية التي يمكن أن يتخذها العدو.
=============
الامن والجغرافيا
=============
ان الاستخبارات الداخلية بحاجة الى رسم جغرافيا الأمن داخل البلد والتنوع الديموغرافي ( جغرافيا السكان ) وجغرافيا الجريمة في حدود إقليم الدولة .
ففي الأمن , لدينا توزيع للجريمة جغرافياً , فكل منطقة تختلف عن الأخرى بأنواع الجرائم , فتجارة المخدرات في البصرة لها مبرراتها الجغرافية , وتهريب الاغنام جريمة لها مبرراتها الجغرافية في السماوة وهكذا.
وغالباً ما يحدد الأمن الجغرافي شكل الأمن الوطني , لأنه غالبا ما يتأثر الأمن الوطني بشكل الجغرافيا السياسية والحدود , فالجغرافيا اساسية في إقامة المعاهدات السياسية والأمنية والثقافية والاقتصادية.
ومن خلال جغرافيا انتشار العدو , يمكن التوصل إلى الكثير من نواياه وأهدافه . بل انه بنظرة استخبارية فاحصة يصبح مفهوماً لما تكون البعثة الدبلوماسية الامريكية الااكبر في العالم هي في بغداد تحديداً.
فبملاحظة الجغرافيا الدبلوماسية نتبين اهتمامات الدول وسياستها الخارجية وحسابها لانتشارها السياسي وانتشار قواعدها العسكرية داخل بلدها وخارجه .
ومن خلال خارطة استخبارية دقيقة يحصل جهاز الاستخبارات على إحصاءات دقيقة تسهل له اقتصاد الوقت وتسهيل فهم المعلومات وتوزيع الفرص والأزمات والتهديدات والمخاطر ونسب الحوادث والجرائم والسجون والمستوى العمري والإرهاب والفساد وتأثير دول الجوار والعشائر .
كما ان أحوال الطقس والمناخ مهم جدا وهو جزء كبير من الجغرافيا ويتضمنها , فمراكز الأرصاد الجوي تقوم بعمل الاستخبار حول أحوال الطقس لأهميتها لحركة السفن والطائرات والنقل وكنوع من الإخبار المسبق حول حالات الطوارئ الجوية وكل هذا يدخل في مجال الاستخبار عن الطقس الذي أصبح من ضرورات الحياة اليومية للناس ومهم جدا للحكومات تتبعها الجيوش والقوات الامنية.
ان الاستخبارات بكل صنوفها هي مرجعية الحكومة للخرائط العسكريه للبلد ودول الجوار والعدو والعدو المحتمل , وخارطة الأمن الجغرافي والمخاطر والجغرافيا الجنائيه , و خارطة الارهاب والتحديات والتهديدات وخارطة الجرائم الدولية وتجارة الممنوعات والسلاح وغسيل الاموال وغيرها من الخرائط .
ان ما يدور حاليا في الشرق الأوسط من جغرافيا سياسية متغيرة ومتناقضه يجعل مهمة الاستخبارات اصعب لأن التحالفات والدول والسلطة السياسية والأهداف متغيرة بشكل مستمر لاسيما مع ولادة نظام عالمي جديد وشرق أوسط جديد وعقائد سياسية جديده الأمر الذي يتطلب جهدا كبيراً في فهم هذا الواقع من قبل الاستخبارات ونقل ذلك بدقة إلى القيادة السياسية .
=============
الوصل الجغرافي
=============
ان الوصل الجغرافي يتطلب فهم بالجغرافيا , فلا يمكن أن تقوم حركة مسلحة في العالم (إرهابية أو تحررية) بلا وصل جغرافي ودولة او شعب داعم للعمل المسلح , ففي أفغانستان , كانت باكستان هي الوصل الجغرافي ومركز الدعم , وفي العراق (من 2003 ولعده سنوات وحتى الحرب الداخلية السورية ),كانت سوريا تمثل دور الوصل الجغرافي لتنظيم القاعدة في العراق كذا الامر بداعش ووصلها الجغرافي التركي .
وهذا لا يعني ان دولاً أخرى لا تدعم لكن فور اندلاع حرب وقيام حركات مسلحة , فإن على الاستخبارات ان تبحث عن الوصل الجغرافي بين خلفيات الحركة والدول الأخرى وسرعان ما ستكشف الدور الداعم والمساند.
=======================
الجغرافيا الاستخبارية في عهد صدام
=======================
كان النظام السابق يطبق الأمن الجغرافي بشكل دقيق وكانت استخباراته تعتمد الجغرافيا بشكل كامل , فبعد أحداث الانتفاضة الشعبانية قام بتوسيع تنظيمات حزب البعث في المناطق المعارضة لنظامه , فكثّف من فروع حزبه في البصرة والعمارة ومناطق الجنوب والفرات الأوسط ولم يوسع الحزب في مناطق الغربية , كما كان انتشار الجيش المتشكل من خمسة فيالق آنذاك مبني على ذات الاهتمام فوضعها في البصرة وميسان وديالى وكركوك والموصل , اي في مناطق التهديد , وهكذا ادخل الجغرافيا في كل مفاصل الأمن والاستخبارات.
وحتى الرؤية الاقتصادية في النظام السابق كانت متأثره بالأمن الجغرافي , فحين اراد مد الأنبوب الاستراتيجي للنفط عام 1974 فإنه مدّ غرب البلاد بالرغم من انه لو مد شرق البلاد لفرّق انابيب بطول 200 كم لأن كل نفط العراق في شرق البلاد , لكن الحسابات الاستخبارية والامنية المعتمدة على الجغرافيا السكانية تغلبت على الحسابات المالية والرياضية والاقتصادية, باعتبار ان عليه ان يمد الانابيب في مناطق يعتبرها من مناطق نفوذه الامني والسكاني . 
وكذا فعل في مخازن السلاح فوضعها في بيجي وابي غريب والتاجي وسواها ولم يفكر بأن يضعها في النجف الاشرف بالرغم من علمه ان ايران لم تكن لتستطيع ان تقصف مواقع في النجف لاسباب دينية.
============
الجغرافيا العسكرية
============
يقول المفكر الصيني سون تي سوي "ان أولئك الذين لا يعرفون أحوال الجبال والغابات والاودية الخطرة والمستنقعات لا يمكنهم قيادة الجيوش".
ان احد اهم أنواع الجغرافيا الهامة للاستخبارات , هي الجغرافيا العسكرية أو جغرافيا الحرب , حيث تهتم بالدور الحيوي الذي يلعبه هذا العلم وعوامل الجغرافيا المكانية في الحروب والنزاعات والتسليح وبناء القوة العسكرية والأمنية , اذ لايمكن قيادة الجيوش للنصر بلا معرفة بالجغرافيا وتفرعاتها , وبلا إتقان محددات شخصية المكان جغرافياً.
وفي العلم العسكري الحديث، يمكن اعتبار تعريف معجم مصطلحات الجيش الأمريكي للجغرافيا العسكرية أفضل تعاريفها دقة وشمولاً، فهو يعرفها بأنها : " حقل متخصص من الجغرافيا بالتعامل مع الظواهر الطبيعية والظواهر التي صنعها الإنسان ، والتي قد تؤثر في مسار العمليات العسكرية أو في التخطيط لها".
فجميع العمليات بغض النظر عن حجمها ونطاقها تتحكم فيها بيئة العمليات الجغرافية .
ان انتشار القطعات العسكرية تحتاج إلى مسح استخباري وفق نظرة استخبارية شاملة لإقليم الدولة حتى تتبين أين يكون الانتشار العسكري الصحيح ؟وأية أمكنة نكثف حرس الحدود ؟وأين نجعل الثكنات والمخازن؟ وأين تقام المناورات والاماكن المؤقتة والدائمة؟ وأين قد يمكن أن تستخدم القوة؟ ومن هنا تستلم مطابع الجيوش كل المتغيرات على الأرض من الاستخبارت لطباعة وتعديل الخرائط العسكرية باستمرار.
وتراعي الجغرافيا العسكرية العوائق الطبيعية في المعارك , كما في التخطيط لعبور الجيش المصري عام 1973 العائق المائي لقناة السويس وتحطيم خط بارليف المنيع باستخدام ابسط فكرة (مضخات وخراطيم مياه فقط), وحتى تحديد ساعة الصفر المشتركة بين الجبهة السورية والمصرية تم بها مراعاة شروق الشمس لانها ستكون ساطعة في عيون الطيار السوري بينما لاتكون كذلك للطيار المصري.
كما اننا , بالجغرافيا العسكرية ( جيو عسكرية ) والأمنية , يتم تشخيص النقاط الحمراء والخضراء والصفراء في البلد وعلى أساسها يكون لنا انتشار أمني عسكري صحيح .
ان الانتشار الصحيح الجيوش يوفر المرونة والقوة ويرفع العامل المعنوي لدى الشرطة وقوى الأمن والمواطنين , فأحد اسباب انهيار الأمن لدينا كان بالانتشار غير الصحيح للجيش.
فرغم أن الإرهاب كان يكبر في المنطقه الغربية , فإن الجيش كان ينتشر في عموم جنوب ووسط العراق ولم تتحرك تلك القطعات الا بعد انهيار المنظومة الامنية في المحافظات الغربية , فلو كان لدينا فهم بالجغرافيا لما وزعنا القطعات بالتساوي على المحافظات وكأنها حصة لكل محافظة.
=====================
اهمية الجغرافيا الاستخبارية لدينا 
=====================
من الغريب , ان اغلب التقارير الاستخبارية العراقية عن داعش (وهي في اراضينا) لا تحمل وصفا دقيقا عن الارض التي يتحرك او يتحصن فيها العدو , بمعنى ان استخباراتنا لا تعرف ارضنا وغير قادرة على وصفها , وتكاد التقارير الاستخبارية تتضمن معلومات مبعثرة عن العدو بلا جغرافيا.
ان على الاستخبارات ان ترسم خارطة جغرافية للارهاب في العراق تحدد فيها اجوبة لاسئلة عديدة , مثلاً من اين تبدأ واين تنتشر وماهو وصلها الجغرافي والداعمين والممولين والطابور الخامس والسادس للارهاب والفئة العمرية وابرز الطرق التي يستخدمها الارهاب وانواع السلاح وابرز الوجوه القيادية ونقاط القوة والضعف و منافذ الحدود والامتداد الجماهيري وغير ذلك .
وهكذا سيتم انتاج ملف او خارطة الارهاب بشكل علمي وصحيح , وعندها تكون القيادة السياسية على بيّنة من الامر , كي يتم تقاسم الادوار بين العسكر والامن والاستخبارات لاستئصال الارهاب.
لقد فشلنا بشكل مريع في الكشف المبكر عن تواجد معسكرات التدريب في بيئة الصحراء الغربية , ففي فترة ماقبل داعش , ركزت الاستخبارات كل جهدها على ساحات الاعتصام واغفلت تأسيس المعسكرات في الصحراء .
وفي الحقيقة , ان داعش استطاعت توجيه الانظار الى ساحات الاعتصام لتتفرغ للتحشيد والاستعداد , رغم ان ساحات الاعتصام لم تكن بحاجة الى استخبار فهي علنية وتعرض في شاشات التلفاز , بينما عميت اعين الاجهزة الاستخبارية عن تمركز الارهابيين في الصحراء .
فكانت ساحات الاعتصام بمثابة قنابل دخان تمنعنا من الرؤية , حتى صرح احد كبار القادة الامنيين : ان السيارات المفخخة يتم تفخيخها في ساحات الاعتصام.!! متصوراً ان الارهابيين اغبياء مثله ,بينما اثبتت الاحداث ان الارهابيين في ايامنا والمقاومة ايام صدام , كلاهما فكرا بالجغرافيا اكثر بكثير من الدولة واستخباراتها , وعملوا تمويهاتهم وتكتيكاتهم على اساسها.
فمن اخطاء عدم فهم الجغرافيا في النظام السابق (رغم اهتمامه بالامن الجغرافي ) , انه عندما تمكن بعد سنوات من الجهد الهندسي وجفف الاهوار , فحينها اعطى للمجاهدين المبرر بالانتقال الى مناطق اقرب الى العاصمة بغداد واستقروا في الجزيرة الواقعة بين ميسان وواسط والناصرية , فأصبحوا اكثر تأثيراً وخطرا.
========
خلاصة 
========
في معركة احد , استخدم الرسول (ص)الجغرافيا حين وضع الرماة على الجبل (ولو التزموا لإنتصروا). وبالتالي فإن طبيعة الاشياء تجعلنا لابد ان نهتم لزاماً بالجغرافيا في مجال الاستخبارات .
فالاستخبارات في المناطق الجبلية تبحث عن حركة البغال لتتبع اماكن العدو , لكنها في الصحاري يجب ان تبحث عن الآبار الجوفية وعن التناكر الحاملة للماء.
ومن هنا فان من المهم ان نولي الجغرافيا كامل الاهتمام في العمل الاستخباري , وهو امر تنبه له الارهابيون وتكيفوا مع الجغرافيا والطبوغرافيا العراقية وعايشوا الصحراء الغربية بكفاءة في غفلة منا مع الاسف الشديد , والله الموفق .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50621
Total : 101