حاولت كثيرا الولوج إلى موضوع اليوم بما هو معتاد عليه ولكنني أصطدمت بحواجز (كونكريتية) أشبه بالتي نشاهدها يوميا شاخصة في الشوارع وعند مفارق الطرقات ، ففرضت على نفسي بأخذ قسط من الراحة الإجبارية وانتظار اكتمال نضج الفكرة ، وأيضا المحاولة كتبت لها الفشل التام ، ولم يبق لدينا سوى الاستعانة بصديق كما تدار بعض البرامج الفضائية وكان لنا ذلك. والصديق الذي تم الاتصال به هو (ذاكرتنا) التي دائما ما نستعين بها عند المرور بمثل هكذا مواقف عندما كنا صغارا ونلعب في أزقة الحي مع أبناء الجيران وتسرقنا ساعات اللعب واللهو كثيرا وعند الاستماع إلى صوت الآذان يرفع من المسجد القريب لبيتنا نترك اللعب ونتوجه إلى البيوت مهرولين ، وكذلك الحال قبل آذان المغرب لان التعليمات الصارمة من قبل أدارة البيت المتمثلة برئاسة الأب ونائبه الأم طبعا يجب إن تنفذ وان موعد وجبات الغداء والعشاء بعد الآذان مباشرة والمتأخر عنها بدون سبب مقنع يحرم من الوجبات هكذا كانت صرامة التعليمات . والغريب عندما بلغنا مرحلة الشباب لم نغير تلك التوصيات والتعليمات وعندما كانت لعبة (الدومينو) في المقاهي وكرة القدم في الملاعب تنسينا هذا البند فان موعد الآذان كان كفيلاً بتذكيرنا، حتى اعتقدنا إن موعد الأذان كان للصلاة أولا ثم لوجبات الطعام ثانيا وربما قدمنا الثانية على الأولى في حينها. شكرنا للصديق (الذاكرة) للإجابة الوافية، علما كانت عائلتنا في ذلك الوقت تقترب من الرقم عشرة إفراد، واليوم الأسرة انشطرت إلى النصف أو اقل ودائما ما نشاهدهم مجتمعين في البيت ولكن الوجبات متفرقة فوجبة الغداء مثلا تصبح وجبتين أو أكثر وكذلك العشاء، فمن النادر إن نشاهد العائلة مجتمعة عليها . نحن هنا لا نجمل الماضي الذي عشناه وأكيد الذين سبقونا كان ماضيهم أجمل وأكثر تمسكا بعاداته وتقاليده ولا نرجم حاضر أبناء اليوم بالتشتت والتفسخ ولكن ما نشاهده اليوم عند وجبات الطعام العائلة غير المجتمعة وان اجتمعت فلابد ان يكون جهاز (الهاتف) مدعواً للوجبة دعوة إجبارية فاليد اليمنى تحمل ملعقة الطعام والثانية تتصفح مواقع التواصل، وربما تغير موعد الآذان عن موعد الطعام
مقالات اخرى للكاتب