غدا الثلاثاء سيشهد ملعب اليانز ارينا في ميونخ الجميلة مباراة اقل ما يقال عنها نارية بين الاسبان متمثلين ببرشلونه العملاق والالمان متمثلين بالبايرن العريق وهي مباراة الذهاب ضمن دور شبه النهائي لبطولة التشامبيونز الاوروبية التي تعتبر الثالثة من حيث الاهمية بعد كاس العالم وامم اوروبا . طبعا حصتنا كعرب من هكذا بطولات راقية البث والمشاهدة . اي تجار يشترون بالملايين حقوق البث ، وطبقات مسحوقة تدفع بالنتيجة هذه الملايين من كدها وكدحها . كل هذا معقول ولسنا مبدعين فيه فالاحصائيات تشير الى ان اكثر من نصف سكان المعمورة (انا واحدهم) من عشاق الكرة المستديرة يحرصون على مشاهدة هذه المباراة . "والحچي بيناتنه" انها مباراة تستحق كل هذا الاهتمام الجماهيري واكثر ، حيث سيتواجد فيها - على الارجح - بالاضافة الى "ليو ميسي" افضل لاعب في العالم ، اكثر من نصف منتخب المانيا ومثله اسبانيا ، ما يجعلها مطلوبة في مشارق الارض ومغاربها . ويكفي ان رؤساء دول ومسؤولين كبارا نسقوا جداول اعمالهم بما لا يتعارض مع المباراة التي سيقودها حكم هنغاري صارم . النقطة التي اود اثارتها هنا هي هذا الولع المبالغ به الذي يبديه انصار الفريقين العرب على منتديات الرياضة ومواقع الدردشة . فالحوارات تحتدم مع اقتراب اللقاء ،و الخصومات لا حدود لها . طبعا بعد الخصومات تاتي مرحلة السباب الخفيف الذي لابد وان يتطور حضاريا الى ما لايحمد عقباه ، اني هنا اتحدث عن مشجعي الفريق الواحد ، حيث يكفي ان يتوقع احد المشاركين انتهاء المباراة بنتيجة التعادل ... حينها سيكون لسان حاله "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا " . ويكفي ان يتعرض احدهم لتراجع مستوى مدافع البارسا "جيرارد بيكيه" بسبب علاقته التي كانت مشبوهة مع سيدة الطرب والرقص بنت العم "شاكيرا" ، لتقوم القيامة بعد ذلك ولا تقعد . كل هذا قابل للاستيعاب . الأعقد من كل ذلك ان كثيرا من الخصومات يشب اوارها بسبب تشكيلة يقترحها مشجع بافاري فلا تلقى قبولا حسنا عند زملائه من عشاق الفريق . فيقترحون عليه بالتي هي احسن وبالحوار الحضاري البناء استبدال "سوبر ماريو" مثلا بـ " بيزارو" حينئذ ينسى الجميع انهم يختصمون الكترونيا في شان لا يشعر به لا "غوميز" ولا "بيزارو" . والأهم من كل ذلك ان شيخ المدربين "هاينكس" وضع خطة المواجهة امام الكتيبة الكتالونية منذ عدة ايام وهو قد لا يعلم حتى بوجود منتديات عربية تتابع تطور فريقه بحماس يفوق حماسه وحماس اجداد انجيلا ميركل امد الله في قيادتها الحكيمة لالمانيا العظيمة . اتمنى حظا سعيدا للجميع مع يقيني بان التمني راس مال المفلسين.
مقالات اخرى للكاتب