Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
صحفيون بلا أسئلة
الأربعاء, نيسان 23, 2014
ناصر الحجاج

يمكن بسهولة القول إنّ "السؤال" يشكل ماهية "الصحافة" ليس لأن القصة الخبرية (news story) تعتمد على الأسئلة الخمسة: ماذا، مَن، أين، متى، ولماذا..؟ وحسب، بل لأن العمل الصحفي الحق إنما هو بحث عن الحقيقة الواقعة باعتبار أن "الحقيقة حق عام"، وأنّ البحث سؤال يستلزم الإجابة، الإجابة التي قد تقود إلى سؤال آخر يعني جوابه اكتشافا آخر وكشفا عن حقيقة غائبة. 

ولأن السؤال اختلاج لحيرة داخلية تبحث عن حل، فإن السؤال الصحفي لا يصبح سؤالا حتى يمتلك صاحبه (الصحفي) شجاعة إطلاق سؤاله. ولهذا يمكن تعريف الصحافة على أنها امتلاك شجاعة السؤال. فإن أردت أن تختبر قدرتك الصحفية فانظر لأسئلتك لأنها تحدد هويتك، وانظر لشجاعتك في إظهار أسئلتك للعلن لأن شجاعتك تحدد مكانتك بين الصحفيين، ومثلما قد يسهم السؤال الضعيف أو الغبي في خلق ضلال وحيرة أكبر قد يسهم الجبن في قتل الحقيقة ومنعها من الوصول إلى محتاجيها.

أعرف أن مستوى الوعي والمهنية الصحفية في العراق لا يتجاوز الوعي والمهنية السياسية في البرلمان وبقية المؤسسات الإدارية، فسنوات الديكتاتورية التي قمعت الصوت الحر، وقتلت الفكر الشجاع، تسببت في خراب عم مختلف الاتجاهات يصعب وصفه فكيف بعلاجه. 

شعب خرج للتو من حصار شامل قتل تفكير الإنسان العراقي قبل أن يقتله جسديا، وأجهز على كرامته وإحساسه بالإنسانية والحياة الكريمة قبل أن يجهز على مبدعيه وعظمائه، فلما قتلت الدكتاتورية العراقيين وصفّتهم جسديا، لم يكن هناك من يفكر إلا بلقمة العيش وبملء فراغ المعدة لا ملء فراغ الفكر الإنساني، وحين أجهز الاستبداد على عظماء العراق لم يكن هناك من يشعر بهول خسارة المبدعين والعظماء، فنشأ في العراق شعب جديد صنعته قوالب الاستبداد وطبعته الدكتاتورية بطبائع مغايرة تتناسب مع ما يريده الطاغية لا ما تريده الفطرة الإنسانية، فهذا صكاك وذاك علاس وهنا قفاصة وهناك حواسم،... وما تلك إلا طبائع الاستبداد التي أدمنها الشعب وصارت جزءاً من نسيجه الاجتماعي والذوقي، بل صار يألف وجودها ويرتضي أن يشاهدها، حتى سهلت تلك الطبائع مجيء التغيير عام ٢٠٠٣.

لم يكن للصحافة أي دور في إدارة الدولة في العهد الدكتاتوري، بل كان جل ما يفعله الصحفيون هو التسبيح بحمد "القائد الضرورة"، ولم تكن وزارة الثقافة والإعلام سوى أداة بيد الدكتاتور وأبنائه يذلون موظفيها ويسحقون كرامتهم بكل الوسائل، حتى لم يعد أحد الصحفيين ليحلم بأن تسمى الصحافة السلطة الرابعة، إذ لم يكن هناك إلا سلطة واحدة لقائد فذ تنادى الصحفيون إلى مبايعته أميرا عليهم مدى الحياة "نعم.. نعم.. للقائد صدام حسين" فـ"إذا قال صدام قال العراق"، ولهذا صارت الوطنية أن تتغنى بحب صدام وأمجاده وباتت المهنية أن تكتب مقالا أو بحثا في شخصية صدام الفذة والتاريخية.

بهذه الطبائع دخل الصحفيون عالم الديمقراطية بعد عام ٢٠٠٣، وبتلك المعنويات الصحفية التي لا ترى في من يدير الدولة إلا إلها يستحق التمجيد والركوع، استقبل الصحفيون العراقيون مواقعهم الجديدة منتظرين إشارة السيد الجديد "فهم رهن إشارة القائد"، فلا علاقة طبيعية بين الصحفي والسياسي إلا علاقة الخادم المطيع لسيده صاحب الأسماء الحسنى.

لم يصدق الصحفيون العراقيون، بل لعلهم لم يعرفوا، أن الصحافة هي السلطة الرابعة وأنها تعني علاقة الشراكة بين السلطات الثلاث وبينها على أساس من التكافؤ لا التبعية والاستعباد. ومثلما يكون السياسي مسؤولا عن اقتصاد البلاد وأمنها فان الصحفي مسؤول عن وعي الشعب ومعرفته بما يدور حوله من خلال وصول المعلومة الدقيقة إليه دون تأخير أو زيادة أو نقصان. بل مثلما نطالب باستقالة قائد أمني عند حدوث خرق أمني، فإننا نطالب نقابة الصحفيين العراقيين ولجنة الإعلام في البرلمان العراقي أن تحل نفسها لتفسح المجال لغيرها بالعمل من أجل صحافة مهنية تعرف واجبها وتؤديه بشكله الأكمل. 

الصحافة سؤال شجاع، فمن يجرؤ على طرح الأسئلة أيها الصحفيون؟

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36506
Total : 101