هل نطلب من العم غوغل ان يحتفي بالإنسان العراقي المبدع المرحوم " محمد شاكر السبع" كما سبق له وان احتفى بالنحات الكبير محمد غني حكمت ؟؟
هل سيكفي ذلك لإرضاء بعض الأسى في نفوسنا كعراقيين ونحن نرى وطن يسلب وشعب شريد المنافي، فالجميع اليوم منفيون من بقوا في الداخل نتهم بدعة المحاصصة وفرقة الأحزاب ومملوك الطوائف، والمنفيون خارج الوطن، تقتلهم الغربة شوقا لحفة من تراب العراق ولحظة صفاء تحت نخلة على شواطئ دجلة ؟؟
هل من اقدرانا ان نموت ونحن واقفون على اعتاب الجدل من المسؤول عن قتلنا ؟؟ ام هل نكتفي بإدراج مقولات من روائع فلاسفة القرن العشرين، الذي ننتمي اليه ونصفه بالزمن الجميل لنعبر فيها عن حربة الانسان وكيف يجب ان تكون ؟؟
اليوم وجميع من عرف المرحوم محمد شاكر السبع ، هذا الذي يصنع من كلمة رواية في مجلد من الصفحات بأسلوب لم يعرفه الكثير من الادباء الذين عاصروه ، يمكن لهم ان يكرروا ما قلته لكن الجميع مسؤولون عن سؤال محدد : من المسؤول عن موت الابداع العراقي ؟؟
عرفت استاذي محمد شاكر السبع في مبنى جريدة الجمهورية ، كانت الوهلة الأولى لذلك اللقاء العابر بان الرجل ليس بأكثر من ناصح امين عن بعض الآراء التي اتناولها في مقالاتي وما يمكن ان يحدث لي عندما تتداولنها ايد (المخنثين) كما يقولها بلهجته ابن الاهوار الأصيل ، وهذا ما حصل فعلا ، لكن في كل محاولة منهم كانت هناك علامة فارقة ، فيأتي ليهمس في اذني ( مو قللك دير بالك )، وكانت أيام العدوان الأمريكي على بغداد ومنع التجوال فيها نوعا من استعادة الذكريات مع المرحوم محمد شاكر السبع ونحن نتناول الوجة الاثيرة والأفضل في حينها " التمن الأحمر" حتى انه اهدى لي احد رواياته وفيها اهداء الى ذلك التمن الأحمر !!
اول معرفتي به طلب ان استعيد قراءة ارشيفه من التحقيقات الصحفية، قال " كلماتك بحاجة الى تطويع " وصعد معي الى أرشيف الجريدة وطلب مجلدا بتاريخ معين، وقال اقرأ هذا التحقيق عن اول دراجة هوائية من صناعة وطنية عراقية، وكانت ملاحظاته الاسلوبية في فن الصياغة ونصائحه بان اقرأ لنجيب محفوظ والادب الروسي بمنحى التحليل وليس المتعة فقط، نوعا من الاسترشاد المعرفي في نقل أسلوب القصة القصيرة الى فن المقال والتحقيق الصحفي.
وليس لي اليوم ان أقول غير رحمة الله عليك أيها الانسان النبيل، ذلك المتعفف الذي يرفض حتى نظرة الحزن على ما انتهى اليه حاله قبل مغادرته العراق، وكان موقفه من زيارة لشقته مع بعض الزملاء ربما نوعا من تسارع وقع خطواته لمغادرة هذا البلد .
لا اعرف ياستاذي .. هل ابكيك واحزن لذلك الفراق الطوعي الذي قررته وانت تغادر العراق الى منافك الاختياري، ام ابكي لك في قبرك الذي لا شاهد له لأقرأ عليه سورة الفاتحة حالة عراق اليوم، لان جميع من هم في المسؤولية ليس من طبيعة واجباتهم الاهتداء الى طرق حصيفة تحافظ على مبدع عراقي مثلك أكثر من تكالبهم على مصالحهم ومنازعاتهم، أتمنى ان يكون شاهد قبرك على بوابة نقابة الصحفيين العراقيين في تمثال نصفي يخلد ضحايا قتلة الابداع العراقي، ربما عندها سيفكر الجهلة الظالمون باي منقلب ينقلبون !!
مقالات اخرى للكاتب