Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مسبحة الوجع
الخميس, أيار 23, 2013
علي السوداني

 

أوّل أوّلة البارحة ، توزّع جسمي على ثلاث مصائد دسمات . ربما كانت مصائب . بباب بريدي الألكتروني ، ثمة رسالة مسمّنة بفلم قصير ، طعمها مثل طعنة مباغتة . لا مناسبة للرسالة التي حطّمت الثلث الأول من يومي المغبر . ألفلم كان عبارة عن ثماني دقائق مأخوذة من شريط طويل كنتُ شاهدته منذ سنوات لا أدري عديدها ، يحكي قصة فجرية مروّعة تمَّ فيها إعدام عائلة آخر قياصرة روسيا أثناء الثورة البلشفية . كان الثوار قد احتجزوا العائلة المالكة في طابق ثانٍ من قصر بائس ، وعلى أولى عتبات الفجر ، صعد إليهم رسول ، وجهه مثل وجه نعال اسفنج عتيق ، وطلب منهم النزول إلى قبو الدار بذريعة أخذ صورة تذكارية – هذا ما يخبر عنه الشريط – وعندما تكامل اصطفاف العائلة عند أحد حوائط القبو ، ظهر عليهم واحد يشبه قابض الأرواح ، وقرأ عليهم نصّ قرار الإعدام . تخاذل القيصر المسكين وتعجّب وتساءل ، لكنّ الفرقة التي كانت تلبد بظهر قابض الأرواح ، كانت عاجلتهم بإطلاق الرصاص الحار . ألقيصر مات وزوجته وبناته والخادمات الجميلات والطباخ والطبيب ، وإبن القيصر الذي ثقب قلبي وفتّت روحي ، في لقطة قد أحتاج إلى ألف عام كي أخلعها من ذاكرتي القويّة . في اللحظة التي انشهرتْ فيها فوهات المسدسات بوجه العائلة ، قام الطفل البديع الحلو المدهش ، بطبع بوسة قوية فوق خدّ أبيه ، ومع نهاية تلك البوسة ، كان عليَّ أن أهرع صوب منام وليدي الجميل اليخبّل نؤاس ، لأزرع فوق وجهه النبويّ ، رشّة بوسات ، ومطرة دمعات ساخنات . في تمام العصرية المغبرة ، نزلتْ فوق عمّان الحلوة مطرة قوية . خرجتُ إلى الشرفة وكحّلت عيني بمنظر المطر وطقطقة الحالوب على الزجاج ، حتى انخرق جدار السعد والبهجة ، بنداء متّصل منبعه شاحنة بيع الخضار . هنا ينادي الباعة على بضاعتهم التي سعرها أرخص من سعر الدكان ، بوساطة شريط مسجّل ، تعجبتُ من دقة تكرار مفرداته أول نزولي بعمّان حتى انفضاح أمره . طرتُ فوق نعالي صوب الشارع ، فوجدتُ سائق شاحنة الخضار ، راكباً هو وطفله الغضّ – كم كان يشبه طفل القيصر أبو خدود حمر – وكان واحدهم يكافح بجسده وما تيسر من خِرَقٍ بيض ، من أجل تغطية البضاعة وسترها من المطر القاسي المزفوف بعجّة طين ، ونقرات حالوب تسميه الناس هنا ، حَبْ عزيز . عاونتُ الرجل والولد وطلبتُ منهما الإنتظار ، كي أجلب من بطن الدار ، كمشة ليرات تكفي لشراء نصف شهر تام ، من البندورة والخيار والبصل والكوسة والباذنجان والليمون والزهرة والشلغم والبطيخ . طلبتُ من الزلمة المهزول ما أريد وأشتهي ، ويمّمتُ لحيتي صوب الجدار . كنتُ أسترقُ النظر وأراوغ فأرى الطفل المبلل ، وهو يناوش أباه ، بوكسات الخضار ، وكان دعائي من ربّ العالمين القادر القدير الجميل الجبار ، أن يتشاطر الولد ويتفهلو ، وينتقي لي ما فسد من البضاعة ، إلّا أنهما لم يفعلا ذلك أبداً ، بل قاما بإعانتي على شيل حملي الكبير حتى باب الدار ، وفي تلك اللحظة ، كان بمقدوري سماع انثلام قطعة جديدة من القلب .
ألثالثة كانت نابتة في موتٍ مباغتٍ قاسٍ ، وجدته لا يشبه موتاً آخر . مات طالب القرغولي . أقصد أعظم ملحّن أنجبتهُ بلاد ما بين القهرين في قيامتها الحديثة .
طالب أيها العزيز :
لا حروف تعينني الآن ، كي أخلق لك أعظم مرثية وقد متَّ مثل موتة البلاد التي جنتْ عليك وأنت لم تجنِ على أحد . وبما أنَّ دفتر الخسارات خاصتك ، صار دسماً وضخماً ، لذا سأسطو عليك ، وأدري أنَّ بابك لا يغري أفلس الحرامية . تعال معي حبيبي - كما كلّ ليلة من ليالي الوحشة -  لننصت معاً ، إلى واحدة من أنّاتك المذهلات :
حيل اسحن كَليبي سحنْ
وغرّكَني بالهمْ والحزنْ 
ما كَولَن أحّاه وأونْ
ياليل صدِّكْ ما أطخلك راس ، وأشكيلك حزنْ يا لييييييييييييييييييييل .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45059
Total : 101