حين التقيت اختي وصديقتي زميلة الدراسة شروق العبايجي قبل سنتين، تحدثنا باستفاضة عن هموم العراق وعن ماتفكر به في معمعة مشاكل العراق، وحكاية المياه التي كانت تشغلها ، لكن أكثر ما تناولناه كان الفساد الذي ابتلع البلاد. لم أعرف آنذاك أنها عازمة على دخول البرلمان وبعد أن عرفت ، لم أتوقع أن تنجح بدخوله في دورته لعام 2014 بسبب الصورة القاتمة للواقع و طغيان مافيات الطوائف المدججة بالمليارات . عندما إندلعت معركة الانتخابات، كنت ببغداد فزادت مخاوفي بعد أن غرقت العاصمة في بحر اللافتات الدعائية لأحزاب الطوائف في حين لم يكن بوسع المرء ان يرى صورة من بين الف ، لأحد مرشحي التحالف المدني. مع كل ذلك فاز الثلاثي المدني الحر ، النشط ، المثابر، الصريح فتحية لكم ، لقد حصدتم في التحالف 110 الف صوت من اصوات البغداديين ، هذا ليس بالقليل قياساً بالزوابع الدعائية التي أشعلها الطائفيون والتي كانت تمطر مالاً وهدايا ووعوداً منافقة..لقد كان أملنا الكبير أن تكتمل جبهتكم بفوز وطنيين آخرين ..لكنها معركة فرضت علينا بشروطها غير العادلة وكان علينا تقبلها.
ليست لدينا أوهام ولا نتوقع المعجزات، فهذا الكم البشري ( ربع مليون) الذي صوت للتحالف المدني في العراق يتناسب تماماً مع تركيبة هذا الشعب .نعرف أن خرابنا قد جعل الذين يفكرون بمستقبل العراق في الدنيا لا في الآخرة بهذا العدد اما أغلب الآخرين المتبقين فتهمهم حكايات الآخرة المقدمة لهم عبر مراجعهم قبل مستقبل العراق، الآخرة الممهد لها برواتب وعطايا وهبات السلطة الدنيوية...نعرف أن ثلاثة أرباع شعبنا بوضعه الحالي أو مايزيد على ذلك بكثير لاتشتري أصحاب الايادي البيض بفلس واحد، ماذا يفعلون بالايادي البيض وهم يعيشون في دهليز معتم ملئ بالمال؟هم يريدون الاختباء عن الأضواء الكاشفة فلا مكان للمتنورين ولا المنورين، فكل هذا الرهط يعيش على النهب، الذي ينهب بالمليارات يسهل الطريق لمن ينهب برواتب وهمية ويستلم مخصصات شهيد مزور حتى الدرجة الرابعة. سوف لن يرض عنكم الآلاف من اشباه الأميين الداخلين لكليات طائفية ليتخرجوا محامين واقتصاديين ومدرسين ..والمستفيدون من مرجعيات تلف عمائماً لهم فتخرجهم بدرجة شيخ ركن مثل العريف الركن حسين كامل وواحدهم لايعرف كتابة عنوان داره ، كثير من الشعب مرتاح لهذا الوضع مع اللصوص أيما راحة..هذا هو واقعنا المر ..الذي نريد منكم التنبيه اليه ومنه
أصدقائي:
1. إحرصوا على أن لاتفقدوا اي صوت من الاصوات التي منحتكم ثقتها بل أعملوا على مضاعفتها لتصل الى مليون قبل الانتخابات المقبلة.
2. تواصلوا مع ناخبيكم عبر ملتقيات شهرية تتحدثون فيها اليهم وجهاً لوجه وببساطتكم و صراحتكم اللتين كانتا ميزة لكم عبر السنين الفائتة وكانتا سبباً في انتخابكم، تحدثوا عن برامجكم في البرلمان وعن مايعيق وعن مايفكر به الناخبون.
3. أقترح عليكم العمل على تحويل هذه الملتقيات الى ملتقيات شهرية باسم "مهرجان المدينة" أو " مهرجان التمدن" تحيون بها قلب المدينة الذي كاد أن يتوقف وان لاتقتصر على أحاديث السياسة بل تتعداها الى الثقافة والفن.
4. تواصلوا مع ناخبيكم عبر الانترنت واطلبوا منهم عناوينهم الالكترونية من هذه اللحظة كي تبقوا على صلة بهم خاصة في أوقات الأزمات وأوقات حاجتكم لإيصال المستجدات.
5. أرفضوا المناصب التنفيذية في الوزارات لأنها خطة للإلتفاف على دوركم التشريعي المنتظر.
6. نحن نعرف ان لكل منكم لونه ونبرته في الحديث ولكن لاتنسوا التنوع في اطار وحدة الهدف الاساس : الدولة المدنية العصرية.
7. أفضحوا مايراد التستر عليه داخل البرلمان مباشرة عبر الاعلام
8. لا تتهاونوا في رفض أي امتياز ..لأن وجودكم في البرلمان هو أكبر أمتياز
لقد الصقنا باكفنا صوركم ووزعناها على المارة وكل من نصادفة وكتبنا عليها: انتخبوا هؤلاء ..لن تندموا ! سنبقى معكم كي نحيي الأمل بنفوس 110 الف عراقي متمدن..فلايندمون بل يأتون لنا بالآلاف الجديدة التي ستسير على ذات الدرب!
مقالات اخرى للكاتب