لأكثر من ستين عام عاش العرب حالة عداء مع الأسرائيليين ، ولم يقتل الاسرائيليون من العرب خلال ستين عام أكثر مما قتل العرب من العرب خلال عشرة أعوام . لاكثر من ستين عام عاش مليار مسلم حالة عداء وحروب مساجد وخطابات نار ضد الإسرائيليين ولم يقتل الاسرائيليون من المسلمين خلال ستين سنة أكثر مما قتل المسلمون من المسلمين خلال عشر سنين!
لم تفلح حروب المستعمرين خلال القرن العشرين وما قبله في تحطيم اواصر المجتمعات العربية والاسلامية مثلما افلح المسلمون أنفسهم في ذلك . لم تفلح مليارات الدعاية الغربية، والحروب المحلية وحالات الاستعداء، وخلق المشاكل والانقلابات الدموية في خلخلة اركان المجتمعات العربية والاسلامية فيما افلح الاسلام السياسي خلال عشرين سنة في ارجاع أرقى بلدان العرب الى أحط حالات التخلف، واغنى بلدان العرب والمسلمين الى ابشع حالات العوز والفقر.
هذه هي امتك يا محمد من الماء الى الماء، بعضهم يقتل بعضاً وبعضهم يقتل الجميع ، كلهم يرفعون ذات الكتاب: القرآن، وكلهم يصرخون الله أكبر!
في اوربا يدوس اللاجئون اتباع دينك يا محمد، هؤلاء الذين فروا من ديارهم من فقر بلادهم وظلمها كما هربت أنت من أذى قريش ، يدوسون اهل الدار بالسيارات على أنغام الله أكبر،ويدخلون المدارس ليفجرونها باطفالها على إيقاع الله أكبر،ويفخخون السيارات مثلما فعل تيمور بالسويديين ، على إيقاع الله أكبر.
خجل أنا والله، امشي منكس الرأس. خجل أنا من كل ما يفعلون بأسمي و أعتذر باسم امتي لك ، أيها الانسان المسيحي والايزيدي والصابئي ، أيها المسلم المتمرد على لصوص الدين ، أعتذر لك أينما كنت في الدورة والموصل والبصرة ودمشق والاسكندرية وتلعفر وبرلين وسيدني وستوكهولم وباريس وكوبنهاكن ولندن.
خجل أنا، امشي منكس الرأس، لأن مليار مسلم حُسبت عليهم دون إختياري، يعيشون عالة على الحضارة وينشغلون بتحليل نظرية المؤامرة عليهم ولا تهزهم بشاعات داعش والقاعدة، وبوكا حرام ، وخطف النساء وإغتصابهن وسبيهن وتفخيخ الصبيان وحملهم على تفجير أنفسه بين الأبرياء.
خجل أنا ، امشي منكس الرأس، لاني لا اتمكن بعد اليوم من تسويق نظرية حاتم الطائي عن الكرم العربي التي تعلمتها في الابتدائية وأنا ارى بلداننا المسلمة نتجب اثرى الاثرياء الى جانب الذين يباتون حتى بلا خيام ، ولا الدفاع عن قصة وفاء السموأل وأبناء ديني يدوسون بالسيارات في استراليا من آواهم وأطعمهم، ويفجرون في السويد وهم يصرخون الله أكبر، خجل أنا، لأني استطيع أن أجعل الآخرين يصدقونني من أن محمد بن عبد الله قد وعد عجوزاً بالجنة لأنها أنقذت قطة من العطش لأن قطة الأوربيين وكلبهم تفعل ذلك وتنقذ المسلم من الموت أما المسلم فيريد بناء خلافته على الارض التي آوته حين كان هو كالكلب الضال لا أحد يأويه ، فيمعن بمن آواه قتلاً. لايمكنني ان اقول أنني من أمة قال رسولها خير الناس من نفع الناس ، والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه ، لأنني آنذاك سأكون أضحوكة.
خجل أنا ، فأقاربي، مليار مسلم عزت عليهم ، كلمة الحق، عجزوا عن القيام بمظاهرة واحدة مثلما رأينا حين ناصرت المساجد صداماً فاخرجت ملايين الدولارات ملايين البشر للشوارع. حلمت أنهم سيأتون ببمظاهرة واحدة ، بمليون إنسان يبينون فيها للعالم أنهم براء مما يرتكب بأسم دينهم، لكن حلمي بقي حلماً.
وما بقي علي سوى التسليم بأن المسلمين راضون عما يفعل الأرهابيون !
إذن أنا منكم بريئ ، ولو هددتموني بتشغيلي خادماً في النار أغسل ملابس الشيطان الداخلية ، وأمسح أرض غرفة نوم إبليس ، سأكون في النار أنا راضياً مطمئناً ولكم جنتكم ..جنة الجبناء الكسالى، واللصوص الذين لا وفاء لهم.
مقالات اخرى للكاتب